زاوية هاءات ثلاث
عجزت أن أجد شيئا أكتبه، ذهبت الأفكار أدراج الرياح وكأنها الدقيق الذي وضع في يوم عاصف على شوك ثم قيل لحفاة اجمعوه ولم يستطيعوا، فـ" الدقيق " هرب في " دقيقة " والريح لاتبقي ولاتذر والفوضى " عمّت " المكان " الخالي " ولم تكن لها به علاقة ولاقرابة فليست " عمته " ولا " خالته ".
تخيّلت نفسي على مكتب " فاخر " وكأنني بمواصفات المكتب في الفخامة، ثم لمعت في ذهني فكرة المشهد الدرامي السابق حتى وإن كان جهاز التكييف الفخم ونسماته الرقيقة لاتؤدي نفس دور الريح الهائجة التي اقتلعت الدقيق في دقيقة وبقي الشوك فقط ولم يتحرك " الحفاة " من أماكنهم، فلم يغرهم الشوك حتى وإن حاولوا صناعة " أحذية " خشبية منه تقيهم من لهب الرمضاء لكنهم لم يستطيعوا حتى الآن والسبب أنهم يسعون للصناعة في " دقيقة " كتلك التي طار فيها " الدقيق "
ثم بدأت في الكتابة على الورقة ثم أمزقها وقد بدأت بـ " حرف " ما لبث أن انحرف عن مساره كما انحرفت الاحتراف في قضية " الجبرين "
لم اكترث لتمزيق الورقة الأولى فقررت كتابة " حرفين " على ورقة جديدة نظرت لهما مليا ثم قمت بتمزيق الورقة _ " بكيفي ورقي وأنا" حر " فين أوديه مالكم " صلاح " _ ورميتها مع الحرفين في سلة المهملات
رفعت رأسي لمكيف الهواء وكأني استجديه أن يقوم بـ " عاصفة " هوجاء تثير " عاطفة " القلم، لكنني خفت من شركة الكهرباء حتى لاتقطع التيار والحر شديد ولايطاق " لواهيب ياقلب العنا لواهيب " ثم قررت أن أعيد التجربة فأحضرت ورقة أخرى وكنت على عجل ثم كتبت ثلاثة حروف منفصلة متصلة وقد أعجبني منظرها ولولا خوفي من " ساهر " لأفضت لها أرقاما من عندي لكنني تذكرت " مونتي وإبرا وويلي " فغضبت جدا ومزقت الورقة وأطلقت العنان لمخيلتي في ابتكار طريقة جديدة لطمس الأحرف في الورقة قبل أمزقها شر ممزق ثم ألقيها إلى مثواها الأخير كما كان مثوى " السي دي " الذي أحضرته يد لم تكن يد " دلهوم "
قادني الغضب باستبدال " السي دي " بجهاز " دي في دي " يطلع الناتج " فيلم هندي " وحتى يكتمل السيناريو اطفأت جهاز التكييف وأشعلت النار في قاعة مكتبي وخرجت بعد أن اتصلت بالدفاع المدني مرددا بصوت أجش " لاتخافي لاتخافي .. نحن أبطال المطافي ".
الهاء الرابعة
يوم الزمن جا يصلّح غلطته جابك
ويوم انت مثلي تحب الصعب رافقتك
تايب عن الحب لكني من اسبابك
حطيت رجلي على دربه وسابقتك