|


فهد الروقي
(تسجيلات رياضة فون)
2014-05-12

في حادثة " البسوس " التاريخية التي وقعت بين حيين من أحياء العرب " بكر وتغلب " واستمرت أربعين عاما أزهقت فيها الأرواح وتقطعت وشائج القربى والنسب وأهدرت فيها قيم الدم والجوار بسبب بيض طائر في محمية وناقة هامت في المرعى.

في تلك الحادثة سرقت فرس " الزير سالم " بطريقة الخديعة والمكر واستغلال الثقة من قبل أبناء القبيلة وحين علم أبوهم بهذه الطريقة نهر أبناءه وعنفهم بالكلام ثم قال لهم : " لا تخبروا بحديثكم هذا أحداً حتى لاتضيع المروءة بين العرب "

وياليت شعري لو أنهم موجودون في ساحتنا الرياضية حاليا كيف سينظروا للأمور وكيف سيحكموا لها وعليها وأغلب الظن أنه ستتوالى عليهم " الجلطات " تباعا حتى يصابوا بالموت البطيء ليس بسبب موت المروءة عند أبناء الساحة بل لسوء استخدامهم لها، فمن يستنكر عملا أخرقا من طرف مناوئ يبرر له حين يصدر من شخص موال رغم أن الفعل هو الفعل ولم يختلف سوى الأشخاص الذين قاموا بالفعل والاختلاف ليس في الشكل أو اللون أو أو أو أو بل من أجل " لون القميص "

ولعلي هنا أذكركم ببداية ظهور التسجيلات الصوتية المسربة في الوسط الرياضي وأغلب الظن إن لم تخني الذاكرة هو الحديث المسجل على اللاعب " يوسف الموينع " إبان وجوده في فريق النصر، وقد قيل إن التسجيل جاء من عضو شرف يرتبط بعلاقة ثقة مع اللاعب، فمن غير المنطق أن يتحدث أي شخص بكلام خطير في مكالمة هاتفية إلا مع شخص يثق به، لكن الثقة لم تكن في محلها ومن مأمنه يؤتى الحذر، ثم جاءت قصة تسجيل أخرى على رئيس الاتحاد السابق وعضو شرفه الحالي طلعت لامي، ثم أخرى على رئيس الهلال الذهبي الأمير بندر بن محمد ورئيس هيئة أعضاء الشرف الحالي، وآخرها وليس أخيرها ما تم تسريبه بالصوت والصورة على نائب رئيس الاتحاد " المستقال " عادل جمجوم من قبل اللاعب البرازيلي.

كل هذه التسجيلات ومثلها الكثير لم يكن هدفها سوى الإساءة لأشخاص أو كيانات ومع ذلك تم تناولها بالدفاع من أطراف والهجوم من أطراف أخرى والسبب بين هذا وذاك " الميول " فقط، ولأن الميول نوع من العاطفة وصاحب الهوى لايعتد برأيه إلا عند من يتشاطرون معه الهوى ويقتاتون عليه، فقد شنت حرب ضروس على مدير المركز الإعلامي بنادي الهلالي حين جاء على مفردة تسجيل بشأن قضية الجبرين، فإن كان يقصد قيام طرف من ناديه بالتسجيل على اللاعب فهذا مناف للقانون وللأخلاق، وإن كان كما برر بأنها تسجيلات لمقاطع تثبت أنه كان يرغب في الهلال فإن الزوبعة الصفراء غير مستغربة والتعاطي معها هدر للجهد والوقت وإساءة للمتعاطي، فأصحاب ذاك الفكر مسيرون وليسوا مخيرين ويعانون من أشد أنواع الاستلاب وهي " الاستلاب الفكري " حيث لايملك الشخص القدرة على طرح رأيه بتجرد بل يقول ما يملى عليه.



الهاء الرابعة

ما نملك قلوب المخاليق في صك

واللي ذكرك بخير بالخير صكه

اللي بقلبه شك ما يترك الشك

يموت بعض أحيان من كثر شكه