الانتصارات التي تجلب البطولات تغطي على الأخطاء وتحول الأمور في أندية كرة القدم وكأنها (عال العال)، وعلى النقيض من ذلك الخسائر التي تحرق معها الأخضر واليابس وستظل معاييرنا نحن تحديدا (عرجاء) لايمكن أن تستقيم والنصر في هذه المعادلة حالة استثنائية فالبطولات كانت أشبه بالحلم وكل المنتمين لها عاشوا سنوات حرمان طويلة وبالتالي تحولت لديهم لأمر آخر فـ(منجز) بقية الفرق ومن ضمنها (الفتح) الذي لم يحقق قبلها شيئا بل إنه قبل سنوات كان يقبع مع أندية (ظل الظل) اعتبر عند النصراويين (معجزة) بدليل أنهم كانوا يعيبون على الهلال تحقيق البطولات المحلية ووسموه بلقب (المحلي) وحينما حققوا بطولتين في هذا الموسم صوروهما وكأنهما إعجاز ما بعده إعجاز ونسوا لقب (المحلي).
هذه النظرة الناقصة التي أحدثت فجوة هائلة بين المخ والمخيخ لم تقتصر على الجماهير العاشقة التي تضم بين قوائمها الصغير والجاهل والعاطفي بل تجاوزت هذه القوائم لتشمل صناع قرار وإعلاميين وغيرهم من هذا المنطلق ولأن القائمين على الفريق يفتقدون خبرة البطولات وعدم القدرة على صناعة فريق بطل ولأنهم شعروا بأن كل قرار يتخذونه سيكون صوابا بناء على ماصور لهم خلال هذا الموسم دون اعتبار للمؤثرات الخارجية التي ساعدت الفريق للعودة لجادة البطولات فإن قرارات التدعيم التي تمت حتى الآن تشير إلى أن الفريق ربما يعود لمكانه الطبيعي بين فرق الوسط يعتبر الحصول على خمسين نقطة في الدوري بشارة خير والحصول على مركز متقدم أو منافسة على لقب فرحة والبداية مع التعاقد مع المدرب الأسباني (راؤول كانيدا) صاحب السجل السييء حيث بقي في التدريب عشر سنوات لم يحقق فيها منجزا وبقي خلال الموسم الماضي عاطلا واعتمدوا على تجربته مع الاتحاد مع العلم أنه خلال هذه التجربة اتضح أنه مدرب دفاعي ومنهجيته الفنية لاتتناسب مع فريق يسعى لتحقيق المزيد من البطولات.
وعلى صعيد التعاقدات المحلية تم التعاقد مع أحمد الفريدي الذي لا يتناسب مع طريقة لعب لاعبي وسط النصر أصحاب اللمسات السريعة والرتم كذلك وهو لاعب استعراضي بطيء بل إنه صاحب مزاج متعكر بدليل طريقة تعامله مع الاتحاديين الذين أكرموه ماليا ونفسيا باستقبال تاريخي ومع ذلك لم ينجح في الحصول على مركز أساسي وحين شعر بالعجز طلب الانتقال.
ثاني التعاقدات (القضية عبد العزيز الجبرين) الذي سعت فيه الإدارة الصفراء لتحقيق انتصار إعلامي وتحول بين عشية وضحاها للاعب خرافي دفعت فيه مبالغ طائلة من أجل حرمان (دكة) الهلال منه، ومثل هذا الفكر مفرح لحظيا ومتعب بعد ذهاب الشعور الوقتي بالفرحة فالفريق النصراوي يضم مجموعة من لاعبي المحور وفرصة لعب الجبرين أساسياً ضئيلة جدا، وقد تكون هذه التحركات الإدارية بإحضار مدرب دفاعي وتكديس منطقة المحور خطوة احترازية خوفا من التعرض لمثل ما تعرض له الفتح هذا الموسم.
الهاء الرابعة
إعلم ترى الخوه فعول وغرابيل
في دورة الأيام يجنى ثمرها
بعض العرب للتمشيه والتساهيل
وبعض العرب للمعضلات وخطرها