هناك شبه إجماع من غالبية المتابعين أن أحد أهم أسباب تدهور الكرة السعودية وتراجعها في السنوات الأخيرة عائد لضعف الهمة والرغبة وتوقف الطموح عند اللاعب السعودي بسبب التشبع المالي نتيجة العقود الباهظة والمبالغ الطائلة التي يتحصل عليها في بعض الأحيان في مقتبل عمره وفي أحايين كثيرة تساهم في " صدمة حضارية " فاللاعب الذي كان يعيش في فقر مدقع يتحوّل فجأة إلى " مليونير " فتنقلب حياته رأسا على عقب وربما تؤثر على سلوكياته وعلى علاقاته الاجتماعية وأحيانا الأسرية والشواهد على ذلك كثيرة جدا
في مقابل أن الفترة التي ازدهرت فيها الكرة السعودية وتطوّرت هي تلك التي بدأت من أواسط الثمانينات حتى أواخر التسعينات الميلادية وفترة من الألفية الجديدة حينها كان هدف اللاعب " تحسين وضعه المعيشي " وهذا الهدف لايأتي إلا بالمحافظة على موهبته والاستمرار في تطوير قدراته وفي حال نجح في ذلك من خلال تحقيق البطولات سواء مع ناديه أو المنتخب يحصل على جوائز مالية معقولة وكم كنا نشاهد فرحة اللاعبين الكبيرة خصوصا حين تضاعف المكافآت وقتها كانت روابط اللاعبين مع الأندية أو المنتخبات " الشعار " فقط.
هذا التحوّل المسمى ب " الاحتراف " ساهم من خلال سوء الاستخدام في " انحراف " اللاعبين عن الهدف الأساسي لممارسة كرة القدم وساهم من خلال صراعات جوفاء بين مسؤولي الأندية إلى وصول العقود لأرقام فلكية خسر منها الجميع حتى اللاعبين الذين نعرف أن بعضهم خسر أسرته أو أحد أقاربه ومعارفه فقد قيل إن " الفلوس تغيّر النفــوس "
وقرار التصحيح حضر وإن كان حضوره متأخرا وجاء من خلال لجنة الاحتراف الجديدة التي أصدرت قرارا بوضع سقف أعلى لرواتب اللاعبين السنوية لاتتجاوز المليونين وأربعمائة ألف ريال بمعدل مئتي ألف ريال كراتب شهري. ويسعى هذا القرار للحد من إفلاس الأندية باعتبار أن المبالغ السابقة هي من يلتزم النادي بدفعها للاعب وفي حال زيادة العقد عن هذا الرقم فإنه غير ملزم بدفعها وعلى من تكفل بالزيادة أن يدفعه وفق الطريقة التي يتفاهم بها مع اللاعب ووكيله.
ومع تأييدي الكامل لهذا القرار إلا أنني أرى أنه مازال ناقصا وودت أن يشمل هدف تجنب الإفلاس للأندية لهدف آخر معني بتطوير قدرات اللاعبين حيث يوضع بند يسمح فيه بالزيادة على مبلغ العقد سنويا ليصل لثلاثة ملايين ريال ولكن بعد العقد وليس لحظة توقيعه من خلال ثلاثة شروط من يلتزم بها من اللاعبين يستحق الزيادة المذكورة بواقع خمسين ألف ريال شهريا والشروط الثلاثة تتمثل في اللاعب الذي يحافظ على مستواه وينجح في تطويره ثم في محافظته على الانضباط داخل الملعب وخارجه ثم في مساهماته في الأعمال الإنسانية وتقديم خدمات نفعية للمجتمع.
الهاء الرابعة
لا مر صوتك والهوى عابر سبيل
اشتاق ودلال المشاعر فاحتك
لاتنشديني وش ورى الصبر الجميل
قلبي تعلق فيك واخذي راحتك