مازالت علامات الدهشة تسيطر عليّ منذ تصريح رئيس نادي الشباب المحتقن ضد رئيس اتحاد كرة القدم الذي بدأ بشرارة الأحداث حين همّش الرئيس الشبابي بطريقة غير مباشرة ليأتي تصريح الرد في وقت سيىء جدا فالدم مازال في مرحلة تهيّج فور انتهاء لقاء حاسم بهدف حبس الأنفاس في الوقت بدل الضائع بعد التأخر بهدفين ليأتي التصريح فجا غليظا لا يليق بصاحبه ولا بالموجه إليه دون الخوض في تفاصيل النوايا التي لا يعلمها إلا الله – أصبحنا بكل صفاقة نحكم على الأشياء مدعين معرفة النية بناء على قرائن وشواهد قد تكون على العكس تماما – وهنا لا بد من الإشارة أنني ضد تصريح الرئيس الشبابي جملة وتفصيلا وفي المقابل لا يمكن أن انجرف خلف من حاولوا ترسيخ أن التصريح بني على عنصرية فليس لي من الكلام إلا ظاهره خصوصا وأن المصرّح قد تداخل في نفس الليلة في برنامج تلفزيوني ونفى نفيا قاطعا تفسير من ذهب للعنصرية والمضحك المبكي أن ضيفا من ضيوف البرنامج كاد أن يغمى عليه من الشفافية وحسن الأخلاق ولو ألقيت نظرة سريعة على حسابه في تويتر لوجدت العنصرية الواضحة المغلفة بالبذاءة
نعود للتصريح القضية ونجزم جزما قاطعا أن الرئيس الشبابي كان قاسيا جدا وغير منطقي في قدحه لرئيس الاتحاد اعتراضا على الأخطاء الكبيرة التي وقع بها الاتحاد هذا العام وكان من الأجدر طرح الأخطاء بكل تجرد وترك الحكم للمتابع فهو يسمع ويرى ويستطيع الحكم أما الهجوم بعبارات " اقدح من راسي و دخلوك في جدار ويمشونه على كيفهم وغيرها من العبارات القاسية " فإنها خطأ كبير يجب أن يحاسب عليها وفق القوانين الموضوعة في اللوائح والتي تحضر حينا وتغيب في أحيان كثيرة كما سلم صاحب تصريح " فيلم هندي " من العقاب ولا حتى من الإدانة الإعلامية والمجتمعية..
ثم كيف نجنح بالتصريح على أنه عنصري رغم عدم وضوحه مع أنه يحتمله لكن الاحتمال يأتي تلميحا ولم يكن تصريحا ونتجاهل تصاريح تحمل عنصرية قحة كما فعل المستشار القانوني عمر الخولي وهنا أعني الطرفين – أصحاب الاعتراض الأخلاقي والساعين إلى الإدانة والطرف الرسمي – ثم لنأتي على ما تزامن مع تصريح البلطان حين أتت القناة الرياضية بكارثة مهنية لا يمكن أن تقع فيها حتى القنوات الصغيرة حين نقلت حديثا يسبق المؤتمر الصحفي للمدربين وفيه أتى مترجم الاتفاق بـ " كارثة " أخرى قد تصل للجهات الأمنية والمحاكم الشرعية ومع ذلك لم يتم التطرق والشجب والاستنكار بل لم يستنكر أحد تصريح رئيس لجنة الانضباط وتعليقه على تصريح البلطان وإدانته رغم أن ماقام به يعد مخالفة قانونية فالقضايا المنظورة لا يمكن التحدث حولها من كل أطرافها فما بالكم بمن يتبوأ منصب القاضي..
وخلاصة القول بأن جل من استنكر العنصرية في المجال الرياضي هم من حيث يعلمون أو لا يعلمون يكرسون لها ويرسخونها ومحاولة تثبيتها على جهة منافسة ونفيها عن أخرى هي من باب التأجيج ليس إلا فاتقوا الله في مجتمعكم فالمسألة ليست ميولا ولا علاقة لها بالجلد المنفوخ.
الهاء الرابعة
والله صباحك خير ومواصلك خير
مثل التفاؤل والمطر والأماني
حتى صباح الخير مع طلتك غير
فيها قصايد واحتفال وأغاني