كنت في جلسة هادئة على أحد شطان الخليج العربي برفقة صديق عزيز مقرّب من البيت النصراوي ومن صناع قراره تحديدا، وفي غمرة الأحاديث المتناثرة ذات اليمين وذات الشمال تارة باتجاه " المجنونة المستديرة " وتارات باتجاه مالذ وطاب من المحاور العديدة، وفجأة ودون مقدمات همس بصوت مسموع ولا أعلم سرّ اقترابه لكن ربما ليتيقن بأنني سمعت ما قال أو ليشعرني بأهمية حديثه حين قال " آه لقد حرمتونا زين " والحديث امتداد لمشاكل النصر المتوقعة جراء العقود الباهظة التي لم يدفع منها سوى عشرة بالمئة فقط والباقي سيكون بالآجل.
قلت ومن الذي حرمكم منها؟ ولماذا حرمكم أساسا؟ قال: أنتم يا الهلاليون ومن خلال عضو شرفكم فلان بن فلان وهو يملك حصة من الشركة وقد رفض رفضا قاطعا رعاية الشركة للنصر بعد أن وصلت المفاوضات لمراحلها النهائية بعقد يمتد لثلاث سنوات وقيمته تشارف على المئة مليون ريال. قلت: في العام الواحد؟ قال: لابل مجموع العقد. ثم بدأ في سرد كلام طويل عريض بعضه ليس فيه من المنطق شيء حتى اقترب من نهاية الكلام غير المباح.
قلت لحظة لن أدخل في تفاصيل مظلمة على أحداث لايمكن نفيها أو اثباتها، ولو تركنا لأنفسنا الحرية في كتابة سيناريو من الخيال، فقد نجنح كثيرا ونبعد عن جادة الصواب، لكنني سأحدثك حديث منطق ولدي استفسارات قد تنقض حبكة المؤامرة التي أيقنت بها دون أن تستند على شيء رسمي، وقد أعجبتني فكرة الحديث والليل مازال طفلا ونسائم البحر باردة منعشة ثم استلمت زمام الحديث يارعاني الله وقلت بعد التوكل عليه : " لو كان هناك شخص له نفوذ قوي كما تقول فحري به أن يفيد الهلال قبل أن يضرّ النصر، بمعنى أن يكون هدفه من رفض الرعاية للنصر استبداله بالهلال وهذا لم يحدث على الأقل حتى الآن، ثم إن الشركة نفسها تضم بين كبار صناع قرارها أعضاء شرف نصراويين ومن غير الممكن ألا يكون لهم حضور في ظل معرفتهم بموقف العضو الهلالي، والأهم من هذا وذاك أن رأس المال جبان ولايمكن للشركة أن ترفض عرضا سيدر عليها الربح الوفير لمجرد رغبات شخصية، وفي الأصل في المجال الاقتصادي ليس للعاطفة دور ولايمكن أن يكون التعامل بهذه الطريقة.
تذكرت هذه الحادثة بعد أن استمعت لمقابلة رئيس النصر مع الزميل المتألق بتال القوس في المرمى، وذكره لهذه القضية وتأكيده بأن هناك عضو شرف هلالياً حال دون توقيع عقد رعاية للنصر مع الشركة، ثم لتصريح آخر للعضو الهلالي وهو يقسم بأن هذا الكلام غير صحيح، ثم قلت في نفسي " يا بخت المظلوم بالجنة " ودعوت أن يعين الله أهل فكر المؤامرة على أنفسهم فالنفس أحيانا أمارة بالسوء.
الهاء الرابعة
جملة صباح الخيرمع شوفتك غير
حي القبال السمح والخاطر الولف
الورد وأغصان الشجر والعصافير
حتى الصباح يقول يامرحبا ألف