كنت جالسا بجانب النجم الخلوق عبد الرحمن الرومي قبيل انطلاق برنامج (المجلس) بلحظات، وفي غمرة استعدادات القائمين على البرنامج للتجهيز الفني والعمل قائم على قدم وساق وكأنها خلية نحل ولن أقول نشطة وقتها كنت أبحث في هاتفي عن شيء نسيته الآن وقد سمعت صوت (أبي تركي) يقول : (كيف وضع الهلال) وذلك قبل فترة من انطلاق مباراته المصيرية مع الأهلي الإماراتي في دوري المحترفين الآسيوي قلت (المشاكل لاتأتي فرادى)، فسألت مرة أخرى (كيف ؟ ) قلت الغيابات كسرت ظهر الفريق وأوجعته فبعد غياب الثلاثي الخطير (نيفيز وناصر وياسر) تعرض كاستيلو لإصابة غيبته عن لقاء الشباب وستغيبه عن هذا اللقاء بل ولأن (قليل البخت يلاقي العضم في الكرشة) فقد أصيب المهاجم الوحيد (يوسف السالم) بمرض باطني وربما لن يشارك، وقد استدعى سامي مهاجم الأولمبي (خالد الكعبي) وهو في الأصل (جناح أيمن) لكنه يمتلك القدرة على تسجيل الأهداف فهو وعلى حسب علمي هداف فريقه في دوري فيصل الأولمبي والذي بات الفريق الأزرق على مرمى حجر لطفل صغير أو لرجل موهن من الحصول عليه مرت الدقائق سريعة حتى بدأت موقعة دبي فتفرغت مع النجم السعودي لمتابعتها في يوم كروي حافل وشاشات التلفزة داخل الاستديو مبرمجة على ثلاث أو أربع مباريات تتقاطع زمنا مع بعضها البعض لكن عيني أو قلبي سيان لافرق بينهما يجبراني على مشاهدة الهلال وقد اقترب أن يكون بدرا مشعا في (دانة الدنيا)، كما اقتربت كرة الفتى اليافع من شباك المنافس بعد عرضية الفرج على بعد همسات من الشباك وكانت تحتاج لـ(غمزة) بسيطة لكنها لم تحضر ولم تحضر بعدها (المعانقة) المنشودة، استمر الهلال فارضا أسلوبه رغم الظروف متفوقا في الجانبين الدفاعي والهجومي وممارسا اللعب بأسلوب ضاغط وتفرغ (كواك) لتعطيل محركات (بورغيتي) فاختفى الأخير وأثبت الأول أن الموهبة الأصلية معدن لايصدأ ولم تؤثر عليه عوامل التعرية والغياب عن الممارسة، فانتظم الدفاع وتنظم وحين يستقر وضع الأزرق في الخلف فإنه يتجلى خصوصا أن السديري قدم لمحات تشير إلى أن (الدعيع) لم يعتزل بعد، ومع أن النتيجة في آخر رمق للصافرة أشارت إلى السلبية إلا أن النتائج لم تكن سلبية، فقد همس رجل بجواري (هذه من أجمل مباريات الهلال تكتيكيا) وصرح عضو الشرف الأزرق (ليس من السهولة هزيمة الهلال حتى وهو في أضعف حالاته) في حين اختصر الرئيس الهلالي الحدث حينما قال (لازم نفوز) ويعني بذلك لقاء سباهان الإيراني.
الهاء الرابعة
العمر يسلب من الدنيا مزاياها
ورغباتي تقل كل مازادت سنيني
أشياء يا كثرها كنت أتمناها
الحين ماعاد تسوى شيء في عيني
