أستغرب من استغراب بعض الزملاء والجماهير من الضجة التي تحدث هذه الأثناء من جراء انتقال خالد الغامدي للهلال – حتى وإن لم يعلن.. وإن أنكر جميع الأطراف اللاعب ووكيله والنادي المنتقل منه والنادي المنتقل إليه، هذا الضجيج ثقافة مجتمع وليس ظاهرة موجودة في الوسط الرياضي، فنحن نتجمهر حول حوادث السيارات ونضيع الوقت الطويل رغم أننا سنشاهد دماء وصراخا وربما جثثا متناثرة وليس في هذه المناظر إغراء للنظر وليس في التجمهر رغبة في المساعدة والتطوّع لها بل لتأليف قصة نحكيها في مجالسنا الخاصة ولامانع من إضافة شيء من " الموالح ". هذا الإجراء في زمن الطيبين، أما الآن فتبدأ على الفور " كاميرات " الأجهزة الهاتفية النقالة والجوالة في الإضاءة والعمل دون أدنى ذرة من المشاعر الإنسانية، حتى إنه نقل لي بعض الزملاء قصة حدثت أمام عينيه.. ويقول: كنا في مهمة متابعة حادث مروري شنيع بين سيارتين في إحداهما عائلة وكان الوقت ليلا والأجواء قارسة، وماهي إلا دقائق وتجمهر العشرات من المتفرجين للمشاهدة، وهناك رجال وأطفال ونساء يئنون من الألم والدماء تسيل وبعض الجثث متناثرة ومتقطعة أوصالا، والمصيبة أنه وقف بجواري شخص ينهر صاحبه الذي يصوّر " يادلخ شغّل الفلاش "
هذا من ناحية، ولا أعلم لم كتبت الأسطر السابقة وما علاقتها بأحرف الهاءات لهذا اليوم، وقد يكون، وأقول قد يكون الرابط في " الضجيج " الذي يحدث عندنا دون طائل منه، وفي موضوع الغامدي المنطق والعقل يقول بأن اللاعب دخل في فترة الستة أشهر دون أن يوقع فريقه معه، واستمر في الفترة الحرة مدة طويلة ثم انتقل لفريق آخر وفق نظام الاحتراف الدولي والمحلي مثله مثل آلاف الحالات التي تحدث في كل دول العالم وغير التعامل بهذا الشيء عبث لا طائل من ورائه وضجيج لإشغال الرأي العام.
ولأنني على علم كبير بالنسق الثقافي الأصفر، فإنكم لم تشاهدوا شيئا من الضجيج والتباكي والالتفاف حول الأنظمة وتجاهل الأمور الواضحة والذهاب إلى المتلابسات واللف والدوران حولها، بل وإن ماشاهدتم وسمعتم وقرأتم خلال الفترة الماضية من تشكيك في اللاعب وتقليل منه والنيل حتى من وكيل أعماله مجرد مناوشات، وفي حال إعلان الخبر رسميا بعد ثمانية أسابيع – بإذن الله – سترون مسرحيات سوداء في فن التباكي وادعاء المظلومية ولا مانع من كثير من الهمز واللمز، وتوقعي هذا ليس ضربا من الخيال ولاتكهنا بل هو معرفة بالطرف الآخر، فلا يمكن " لأبو طبيع أن يترك طبعه " في فترة زمنية قصيرة خصوصا أنهم يرون عقد فرقهم بدأ في التناثر، فالمدرب الداهية ربما يغادر لقطر، ونور الاتحاد سيعود لاتحاده، وعطيف الشباب عاد لعرينه، لكن القاصمة لهم هي انتقال خالد للهلال.. ليس لأنه لاعب خرافي لايمكن تعويضه بل لأنه انتقل للهلال.. فانتظروا إني معكم من المنتظرين.
الهاء الرابعة
يقولون الرياض اليوم بنت الديم
يراقصها المطر وتميل طربانه
تمد إيدينها تبغى تضم الغيم
يجاذبها الهوى وتنام بأحضانه