لا أعلم كيف يتجاهل من يروا أن الهلال محظوظ، كيف أن حظ المتصدر (يفلق الحجر) من خلال نقطتين هامتين، الأولى تتعلق بغياب عناصر مهمة في كل فريق يقابله سواء بداعي الإصابات أو الإيقافات المستحقة أو المبنية على تقديرات خاطئة من الرجال المتوشحين بالسواد سابقا وبما لذ وطاب من الألوان الزاهية وغير الزاهية حاليا، والأمر الثاني فيما يتعلق بالجدولة فهو وفي مرحلة تشكيل ملامح صراع السباق نحو اللقب يقابل فرقا سهلة في خمسة أسابيع متتالية في حين أن منافسه يخوض كلاسيكيين قويين في ظرف سبعة أيام بينهما تنقل وبعدهما تنقل آخر لمسابقة ولي العهد مع فتح الأحساء ثم رائد بريدة دوريا، ومع ذلك هذا لايقلل من مستويات النصر ولامن أحقيته بمركز الصدارة حتى الآن.
في المقابل نجح هلال سامي بحفظ وهج المنافسة وتجاوز أزمة التوقف الاضطراري بالتعادل مع الاتحاد الذي قدم مستوى لو استمر عليه لكان منافسا على اللقب، ثم عاد لواقعه حين تعادل مع التعاون بعد أن غاب حماس اللاعبين وقتاليتهم إثر غياب المكافآت الضخمة، ونفس الحال ينطبق على الأهلي فهو ورغم الخسارة قدم مباراة كبيرة ونجح لاعبوه في الصمود أمام المد الأزرق على العشب الأخضر وفي المدرجات التي ازدانت بالتشكيلات الرائعة. وكما أشدنا بمدرج الشمس سابقا فإن الجماهير الهلالية تستحق الإشادة أيضا، وقد أعجبتني لمحة ذكية قاموا بها ورسموها في المدرجات بعثت رسائل مهمة لبقية المنافسين، ففي الوقت الذي رسمت المدرجات المنافسة الأرقام (٨٧ و٦٠) إشارة لعمر تلك الأندية، ورسم الطوفان الأزرق الرقم (٥٤) ومغزاهم نحو لانحتفل بالعمر الزمني فليس فيه أفضلية بل نحتفل بالمنجز فهو الفيصل بين النجاح والفشل، لأن سنوات العمر ليس فيها
مجال للتفاخر، فالأسد ملك الغابة لايعمر طويلا بينما السلحفاة تعيش لأكثر من ثلاثة قرون، والتشبيه هنا ليس لواقع الحال بل لتوضيح المقال.
وهنا لابد الإشارة إلى ظاهرة واضحة للعيان لاينكرها إلا جاحد، وهي تتمثل في محاولة الأندية الأخرى تعطيل الهلال وهو الوصيف، على عكس ما يحدث في غالب الدوريات الأخرى ومع ذلك فإنني ضد كل هلالي يستنكر هذا الأمر، لأن ما أفهمه من هذه المحاولات هو إقرار بالفعل وليس بالقول وهذا أبلغ بأن الهلال هو البطل حتى وإن كان في مركز الوصافة وأنه الخصم والمنافس الثابت بينما الآخرون محطات عبور يحضرون عاما ويغيبون أمدا طويلا.
الهاء الرابعة
نطرد ورى حلم تلاشى على ماش
طرد الوحوش اللي عشاها توعر
لولا الأمل حلم المخاليق ماعاش
ولولا الرجا باب النوايا تسكر