|


فهد الروقي
“هذا سرّ الزعامة “
2014-01-13

لست مع المدرب السعودي سامي الجابر حين اشتكى من تغيّر نهج المنافسين حين يلتقون فريقه حيث تحضر المستويات الباهرة والانضباط التكتيكي يحضر في أرقى صوره والروح القتالية تصل لمرحلة النضج وأعلى المستويات بل واللعب بطريقة التخريب الفنية والمبنية على هدم الألعاب الزرقاء دون أن يكون هناك ردة فعل لبناء هجومي مضاد أو رغبة في ممارسة اللعب المفتوح أو المتوازن ورغم أن ما ذكره الجابر صحيحا بدرجة كبيرة لكنه ليس بالأمر الجديد فقد سبقه لذلك المدرب البرازيلي "ماركوس باكيتا " والذي سبق وأن اشتكى من ذلك قبل أكثر من ستة أعوام وهذه " الظاهرة " ليست خاصة بنا بل هي ظاهرة عامة، فالريال الملكي يعاني منها فالفرق التي تتلقى الخسائر الثقيلة من أمام المتصدّر بل وصاحب البطولة " البرشا " يختلف مستواها حين تقابل " الريال " والاختلاف يكون على مختلف الأصعدة الفنية والعناصرية والتركيز الذهني والانضباط التكتيكي والروح العالية والقتالية في الأداء ونفس الحالة تحدث في مكان ليس ببعيد عنّا وتحديدا في أرض الكنانة، فالأهلي القاهري يعاني نفس الأمر حين يلتقي بالأندية المصرية في المسابقات المحلية ولو أردنا استعراض الحالات فلن تفي المساحة المطلوبة ولعل الهدف قد وصل

محلياً شاهدتم كيف تقوقع لاعبو " العروبة " في منتصف ملعبهم وأغلقوا المنافذ لمرماهم واعتمدوا على الهجمات المرتدة في لقاء الهلال فتقدموا بهدفين قبل أن يعود الهلال ويفوز في الرمق الأخير لكن مستوى وانضباط " حلوة الجوف " تغيّر تماما في لقاء الأهلي البعيد عن مستواه وتلقوا رباعية ثقيلة، ثم رأيتم كيف كان عطاء لاعبي الفيصلي في لقاء الزعيم وتقدمه في اللقاء قبل أن يخسر بفارق هدف رغم أن الأخير يلعب على أرضه وبين جماهيره ومن شاهد " أبناء حرمة " في ذلك اللقاء لظن أنهم في مناطق الدفء أو بالقرب من صراع الصدارة وليس في قاع الترتيب وعلى بعد خطوات بسيطة من " دوري ركاء " بل ومن شاهد الاتحاد في لقاء " الكلاسيكو " لظن أنه ينافس على لقب الدوري أولا أو ثانيا ولا يعاني من أية مشاكل بل يعيش في استقرار إداري وفني وفي " بحبوحة " من العيش ولن يصدق أحد بأنه بعيد جدا عن لقب الدوري وأنه خرج من كأس ولي العهد على يد فريق من الدرجة الأولى للعام الثاني على التوالي وكيف اختفت العيوب الفنية فجأة فالثغرات الدفاعية اختفت والروح العالية في أوج عطائها واللياقة البدنية كانت حاضرة من الدقيقة الأولى وحتى الوقت بدل الضائع رغم أن الفريق لعب بطريقة اللعب الضاغط في كل أجزاء الملعب وقد ضيّقت المساحات على لاعبي الهلال وعملت المتاريس الدفاعية أمامهم لدرجة أن " مختار " الذي سجل وصنع واستعرض يعود للثلث الأخير من ملعب فريقه دفاعاً ولو استمر " أبناء العميد " على هذا المستوى في كل المباريات الماضية واللاحقة لكان عشاقه هم من " لطش " الوسم الشهير " متصدر لا تكلمني " رغم أنهم قد اعتادوا على ذلك وأشك أن يفعلوا فلا يتفاعل مع ذلك إلا " المحروم "

وعلى سامي أن يدرك أن هذا هو " سرّ الزعامة "، ولو كانت الفرق تتعامل مع الهلال كما تتعامل مع بقية المتنافسين لما استمر الهلال زعيماً ولاعتراه الوهن تارة وتارة ولما أصبح " الثابت " والمتنافسون يتحركون من حوله كأحجار الشطرنج دون أن يجرؤ أحد منهم على الهمس "كش ملك".



الهاء الرابعة



العمر يمضي بين حلوه ومره

والموت حق وقابض الروح مأمور

دام الحياة الفانية مستقرة

ورزقك يجيك وبين الأجواد مستور

لا تنشغل بالوقت برده وحره

واحذر تصير بقسمة الناس مقهور