قاد النصراويون الساحة الرياضية لأكثر من ثلاثة عقود في تشويه بطولات وانتصارات الهلال وتجييرها لأخطاء الحكام أو لعمل اللجان، رغم أنهم يدركون أن الهلال هو الثابت من المتنافسين وأنه يضم أفضل النجوم وخيرة المدربين وصاحب المستويات المبهرة والثابتة وخلفه رجال صنعوا لمجد الزعيم قاعدة ثابتة في الاتفاق عليه حتى لو اختلفوا، ومن النادر أن تخرج خلافاتهم للسطح، وإن خرجت خرج معها الحكماء ووأدوها في مهدها، وكان أصحاب حملة التشويه الصفراء يناقضون أنفسهم بأنفسهم حين يمتدحون عناصر التفوق الأزرق سواء من خلال تلاحم صناع قراره أو وجود أفضل الأسماء الفنية في تدريبه أو ضم صفوفه لأفضل اللاعبين المحترفين سواء كانوا أجانب أو محليين بل لأنه صاحب المتعة في الأداء، ومع ذلك وحين يتحصل على خطأ تحكيمي في أي مباراة يتناقلونه ويضخمونه ويصورون للمتابع البسيط أن هذا الخطأ هو سبب فوزه، وشيء فشيء بدأت تكبر هذه الأطروحات وتتضخم حتى أصبحت ككرة الثلج وصل تأثيرها لبعض الهلاليين، الذين باتوا يتمنون أن يتعرّض فريقهم لأخطاء تحكيمية فادحة رغم أنها تحدث أساسا، لكن أولئك كانوا يحكمون على الأخطاء بعين « عوراء « تشاهد الأخطاء التي يستفيد منها زعيم القارة وكبيرها، ويغمضون العين الأخرى التي من العدل والمنطق أن تشاهد الأخطاء التي تقع عليه وفي كثير من الحالات يستطيع تجاوزها.
ورغم أن النصر في آخر عشرين عاما كان بعيدا عن البطولات والمنافسة عليها وبمنأى عن الانتقادات ومتابعة ما يتحصل عليه من أخطاء بعضها أنقذته من الهبوط للدرجة الأولى، إلا أن جل رجاله وإعلامه وعشاقه تفرغوا لمتابعة الهلال ومناصرة منافسيه سواء كانوا في المسابقات المحلية أو الخارجية بل والتقليل من البطولات المحلية التي يحققها.
– الآن جن جنونهم على التصدّر وليس تحقيق بطولة، وفي حال حققها أتمنى منهم أن ينصفوا ويطلقوا على فريقهم « المحلي أو حتى السفري « – ومع التصدّر النصراوي انقلبت الصورة وأصبحت الساحة تمارس مايمارسه النصراويون سابقا بالتركيز خلال المباريات على أخطاء الحكام وترك الأمور التي يجب التفرّغ لها والتركيز عليها، فبعد لقاء الشباب هاجت الساحة وماجت بعد أخطاء مرعي العواجي الفادحة وصنفوها على أنها من أعطت النقاط للنصر دون وجه حق، وتناسى أهل الساحة التركيز على كيفية تغلب النصر على فارق الهدفين واستطاع الفوز بثلاثة، وبعد مباراة الرائد تكررت نفس الحادثة وتم التركيز على الأخطاء التحكيمية خصوصا « الجزائية الفكاهية المعنون لها بدغدغني هين وهين شو هالجسارة « وتم غض الطرف عن الأفضلية النصراوية شبه المطلقة، وهنا يأتي الرد ولو بعد حين، فكما تناقلوا حادثة « يد النزهان « لسنوات طويلة وتصويرها بأنها سبب فوز الهلال وتناسوا الأفضلية الهلالية في المباراة والسيطرة شبه المطلقة والأحقية الكبيرة بالفوز وتجيير الانتصار زورا وبهتانا للقطة واحدة، هاهي الأيام تدور وينقلب السحر على الساحر ويطال المشوّه التشويه، فهل شعر النصراويون بما كانوا يكيلونه لجيرانهم؟ وهل شعروا بالمعاناة التي كانوا يصدرونها؟ وماذا سيكون موقفهم لو أن الاتحاديين والأهلاويين انقلبوا عليهم وباتوا يتصيدون أخطاءهم ويشوهون انتصاراتهم ويقللون من فريقهم وينتقصون منه كما كانوا يفعلون مع جيرانهم؟ والأكيد أن هذا « الوباء « يجب أن يجتث من ساحتنا وهذه أفضل الأوقات، فمن صدّره وأوجده يعاني منه ويذوق من نفس الكأس.
الهاء الرابعة
الحُـبُّ رُوحُ الكَــوْنِ لَـوْلاهُ لَمَـا
عَاشَـتْ بِهِ الأَحْـيَاءُ بِضْـعَ ثَوَانِـي
الحُـبُّ يَنْبُـوعُ الحَيَــاةِ تَفَجَّـرَتْ
مِـنْ رَاحَتَيْـهِ سَـعَـادَةُ الأَكْـوَانِ