هذا المساء أو الصباح إن شئتم على حسب وقت القراءة وعلى المقيمين خارج نطاق الزمن مراعاة فارق التوقيت ازدادت رقعة دهشتي باتساع الأفق حتى شعرت بأن هناك أمراً طبخ بليل، فالغالبية من سكان الساحة الأفاضل يغطون في سبات عميق وأعينهم وبصائرهم مغمضة عن واقعة " عصرية الجمعة " ونحن الآن على مسافة أسبوع زمني كامل وكأن المسؤولين عن لجنة الانضباط لم تردهم المحاضر الرسمية أو لم يبحثوا عنها خصوصا وأن هناك تقريرا ستصدره شرطة الرياض من المفروض أن يخرج للضوء ويشاهده الجميع بمن في ذلك أعضاء اللجنة الموقرة ولأن الحادثة مثبتة بأوراق رسمية ولأن اللوائح واضحة وجلية، ولأن اللجنة اجتمعت وأصدرت عقوبات على حالات حدثت ووقعت بعد واقعة " عصرية الجمعة " ومنها قرار العقوبة الذي صدر بحق لاعب الاتفاق إبراهيم هزازي علما بأن ما بدر من اللاعب كان في لقاء فريقه بالأهلي والذي أقيم مساء يوم الجمعة أي بعد لقاء النصر والتعاون الذي شهد الواقعة بساعات ولكن اللجنة تغاضت عنها وتجاهلتها كما تجاهلت الأهازيج التي ترددت في لقاء الساحل الشرقي وفيها إساءات مباشرة لهزازي الاتفاق.
عموما المادة " 49 “ من لائحة الانضباط المعمول بها حاليا تحت عنوان "سوء سلوك الجماهير" تقول: "عند قيام جمهور أي ناد باستخدام العنف تجاه الأشخاص أو خلع المعدات وإطلاق الألعاب النارية أو القذف بأي أداة أو رفع الشعارات المسيئة أو السياسية بأي شكل أو التلفظ بكلمات نابية أو اقتحام الملعب يعاقب النادي بغرامة مالية قدرها (100.000) مائة ألف ريال".
ونص اللائحة واضح جدا ولا يحتاج لتفسير أو اجتهادات وما على اللجنة الموقرة سوى إقرار النظام وتطبيقه على الجميع سواسية ومنها إقرار العدل والنظام على الجميع وإبعاد تهمة الميول التي تطال اللجنة وهناك أقاويل تردد في الساحة بأن جلّ أعضاء اللجنة يميلون لتشجيع ومناصرة النصر وهذا حق من حقوقهم شريطة ألا يؤثر على عملهم إذا علمنا أن من أهم مشاكل كرة القدم السعودية يأتي نتيجة " التباين " في تطبيق القرارات، ففي حالات معينة تأتي العقوبات الصارمة وفي حالات مشابهة يأتي التجاهل و"التطنيش" مما يساهم في عملية التأجيج وفي زيادة الاحتقان خصوصا وأنها تربط بالميول ولا يمكن أن يستقيم حال الساحة مادامت لم تتخلص من هذه التباينات ويتم إقرار العدل والمساواة بين الجميع لا فرق بين ناد وناد آخر.
الهاء الرابعة
إذا جئتها يوما من الدهر زائـرا
تعرض منفوض اليدين صـدود
يصد ويغضي عن هواي ويجتني
ذنوبـا عليهـا إنـه لعنـود
فأصرمها خوفا كأني مـجانب
ويغفـل عنـا مـرة فنعـود