لم تكن الدمام مختلفة عن الخرج وليست ببعيدة عن الرياض، ففي آخر ثلاث جولات متتالية قاسمها المشترك " غياب " الهلال عن الأنظار وظهور سحب ركامية ساهمت بفعالية في حجبه، والغريب أن الغياب جاء تدريجيا للأسفل وبدأت العملية من لقاء " الديربي " ورغم الخسارة الموجعة إلا أن مستوى الهلال لم يكن سيئا بعد نجاح " كارينيو " في إغلاق ملعبه وفرض رقابة صارمة على الرباعي الأزرق الهجومي واللعب بأسلوب الضغط الكامل في غالبية أجزاء الملعب ثم الاستفادة من الأخطاء الخلفية المحتملة، لكن الهلال بعد هذه المباراة واصل " الانحطاط " في المستويات الفنية فظهر أمام الشعلة ضعيفا وكاد أن يخسر ولم يدرك التعادل الثاني سوى في آخر رمق المباراة وإن كانت الرغبة والاستحواذ في الفوز وعلى الكرة لكنها رغبة فوضوية واستحواذ سلبي، وفي المباراة الأخيرة بالقرب من ضفاف الساحل الشرقي ظهر الهلال كأجساد فقط دون أية هوية، ولا أعلم ومثلي الكثير لايعلمون أين دور المدرب السعودي سامي الجابر قبل المباراة وأثناءها، ثم أين دور الجهاز الإداري بدءا من رئيس النادي الذي قدم للتو من خارج المملكة وانتهاء بمدير الفريق فهد المفرج؟ وأين دور اللاعبين أنفسهم وهل ما يقدمونه حاليا يمثل ولو ربع مستوياتهم الفنية؟ وكيف أن ياسر في كل هبوط له لأرض الملعب يواصل هبوط مستواه وكأنه ضيف شرف يحضر لتلقي هتافات المحبين ويغادر بصمت؟ وهل هذا الشلهوب الذي نعرف.. فهو كان مهندس الكرة والآن بالكاد يستطيع أن يثبتها؟ وأين العابد الذي كان شعلة من نشاط وبعد أن نال مانال من الأموال الطائلة يكتفي بالحضور بهندامه المنمق ويرغب بأن لا " تخرب التشخيصة "؟ وأين حماس ناصر وتمركزه المعتاد؟ وأين انطلاقات الشهراني المعتادة.. وهل لنقله في الطرف الأيمن دور في ذلك؟ وهل اكتفى هرماش بدور المتابع للكرة دون أن يقطعها ومزاحماً للمهاجمين في الصندوق تاركا مهمته الأساسية في الذود عن العمق الأزرق وتنشيط الألعاب وبدء الهجمات من المنطقة الخلفية؟
إن الهلال " منظومة عمل " والخلل قد حل وبالتالي تأتي مسؤوليته على كل الأطراف كل حسب مهامه ومسؤوليته، فالرئيس تقع عليه لائمة الابتعاد، وسامي لم يفلح في رتق الثغرات الخلفية حتى الآن، واللاعبون كأسماء مميزة اكتفوا بالتميز على الورق ولم يظهروه على العشب الأخضر، وأحيانا في بعض الملاعب يميل للون " البني " وإن لم يتدارك كل أفراد المنظومة الأخطاء الجماعية والفردية فإن الفريق مقبل على مزيد من الضياع.. هذا والله أعلم.
الهاء الرابعة
من كثر ما أجي لك وانا كلي إحساس
أشوف كل الناس قدامك دمى
ما أقول أشوفك وأتعيما عن الناس
أقول أشوفك ناس وأجي لك عمى