منذ موسمين وهذا الثالث يعاني الهلال معاناة كبيرة من خطوطه الخلفية التي أصبحت تفتح أبواب مرماه مشرعة للمنافسين فإن عجز صناع اللعب فيها عن إرسال كرة الهدف للمهاجمين يقوم حارس الهلال ودفاعه بالمهمة نيابة عنهم على أكمل وجه، وبات الهلال في مباريات كثيرة تحت رحمة وسطه الهجومي القوي ومهاجميه فإن استطاعوا التسجيل في شباك المنافسين أكثر مما يسجل أولئك فاز، وإن عجزوا فالمنافسون لا بد من زيارة لهم للشباك الزرقاء وعلى طريقة " بيدي وبيدي عمرو " ومع أن الفريق وجد ضالته يوما في الروماني "كوزمين" حين فرض طوقاً دفاعياً صارما حوّل الزعيم عن منهجيته التاريخية في الميل للهجوم ولا سواه لكن الداهية كان مجبرا على ذلك لنقص العتاد والعدة آنذاك في الأسماء المؤثرة ولكن وبعد ترميم وتدعيم الفريق عاد مرة أخرى لتقديم المتعة الكروية مع جيرتس ثم مع كالديرون في الموسم الذي يليه وشيئا فشيئا بدأت قوة الخط الخلفي الأزرق في الضعف خصوصا بعد رحيل الرباعي خالد عزيز والدعيع وأسامة هوساوي والمحارب الروماني " رادوي " ولم تفلح المحاولات الإدارية والفنية المتلاحقة في رأب الصدع فالبدلاء لهؤلاء لم يستطيعوا شغل أماكنهم بنفس المقدار والقوة فحراسة المرمى أصبحت تعاني وزادت معاناتها بعد إيقاف الحارس الأساسي شراحيلي ووضعت الظروف الشاب السديري في امتحان صعب فمع كل إخفاق تتزايد الضغوط عليه حتى بدأ يفقد ثقته في قدراته وقلوب الدفاع المقيمين أو المستقدمين من خارج الأسوار لم يستطيعوا تقديم ما يرضي الطموح خصوصا المسلم والمرشدي ويعيب عليهم بطء الحركة والهلال فريق يحتاج لمحاور وقلوب دفاع يتميزون بالسرعة نظرا لفتحه الدائم لملعبه وغالبية الهجمات التي تأتي عليه تكون بالارتداد السريع في مقابل أن التعاقدات الأجنبية في هذا المركز لم تتوفق لسوء الاختيار من جهة أو لعدم نجاح اللاعب بدءا من " مانقان " مرورا بـ " أوزيا " وانتهاء بالكوري " هوان " في حين أن محور الارتكاز والذي يعد هو " ركيزة " أساسية في تلاحم وقوة ومنهجية أي فريق بطل تأثر في الهلال بابتعاد عزيز وانتقال رادوي وليس في الفريق على صعيد اللاعبين المحليين من يستطيع حجز خانة أساسية في الفريق رغم تعاقب كثير من المدربين فالغنام كثير الغيابات بدواعي الإصابات والقرني غير منضبط في التدريبات والفرج هبط مستواه كثيرا بعد تجديد عقده وتنقله في أكثر من مركز وبات على الهلاليين وأعني بهم المسؤولين عن الفريق سرعة البحث عن الحلول ومنها تصعيد ثلاثة لاعبين أو أربعة مميزين في الفريق الأولمبي خصوصا قلب الدفاع الشاب أحمد شراحيلي وكذلك المحوري عبد الإله الفضل بالإضافة إلى لاعبي الطرف العمار والبقعاوي فالرمح من أول ركزة واللاعب المميز لا يحتاج أن يمر بكل المراحل حتى يثبت أنه مميز وكثير من النجوم العالميين وفي كل مراكز اللعب أثبتوا قدراتهم وأصبحوا أساسيين في فرقهم الكبيرة وهم في عمر درجة الشباب وبجولة سريعة على كثير من الفرق الأوروبية ستجدون حقيقة ما أقول وخلاصة القول الهلال يحتاج لغربلة الخطوط الخلفية تبدأ بإحضار حارس مرمى مميز وقلب دفاع أجنبي وإعطاء الفرصة الكاملة لسلطان الدعيع مع وضع الحافظ وشراحيلي في الاحتياط ومن يثبت قدرته يأخذ الخانة.
الهاء الرابعة
ياللي غيابك في حياتي هدية
ما تدري إنك من كبار المصايب
خيرتني بين الخطا والخطية
وأنا من الثنتين زاهد وتايب