منذ معرفتي بديربي العاصمة ثاني أهم الديربيات في الوطن العربي والأول محليا، رغم ابتعاد النصر الطويل عن البطولات وتحوله لأحد فرق الوسط بل وتعرضه لخطر الهبوط في بعض الأحيان، إلا أن « المكينة « النصراوية الإعلامية التي تدار باحترافية عالية وبجهد منظم حين سيطروا على معظم القنوات والبرامج الرياضية حتى ما يمكن أن تسمى « قناة الوطن « أبقته طرفا ثابتا في الحراك الرياضي لعقدين من الزمان لم « يحلم « فيها بالصعود لمنصات التتويج، وكانت بطولته الغالية محصورة في تتبع عثرات الهلال كما يتتبع البعض عثرات الكرام والابتهاج بخروجه من البطولات سواء كانت داخلية أو خارجية والتشكيك في البطولات التي يتحصل عليها وترديد بعض العبارات البالية التي لاتسمن ولاتغني من جوع، لكن ومع أواسط الموسم الماضي وبعد التعاقد مع المدرب الداهية « كارينيو « تغير وضع الفريق على المستوى الجماعي، وبعد تطعيم الفريق بأسماء محلية وأجنبية مميزة أظهر شيئا من ملامح الفريق البطل وبات يقدم كرة قدم حقيقية. وقبل لقاء الديربي يوم أمس الأول وحين علمت بخبر خروج الثلاثي البرازيلي من معسكر الفريق احتجاجا على عدم تسلم رواتبهم الشهرية ودفعاتهم المستحقة، قلت لصديق نصراوي ناقشني في الخبر وكان يقول لي (مبروك الفوز مقدما)، لكنني قلت له على العكس تماما فمثل هذا الإجراء في صالح الفريق وسيحرك وقود التحدي والصمود في أنفس اللاعبين الباقين، وسترى النصر فريقا مقاتلا، واستشهدت له بمباراة الفريقين قبل موسمين حين كان الجابر مساعدا للألماني « بونان « في كأس ولي العهد، ويومها افتقد الهلال لثلاثة من محترفيه الأجانب ولم يشارك سوى اللاعب الآسيوي في ظل تكامل النصر أفرادا واستقراره فنيا على العكس من الزعيم، لكن النقص تحول إلى دافع قوي واستطاع الهلال الفوز برباعية تاريخية كانت قابلة للزيادة قبل أن يقلص النصر بهدف يتيم، وهاهو التاريخ يعيد نفسه، فقد شهدت المباراة نهجا تكتيكيا صارما برع في رسمه المدرب ومن الصعوبة تطبيقه إن لم تكن روح اللاعبين متوقدة وتركيزهم حاضر فنفذوا التعليمات بحذافيرها التي اقتضت السيطرة على مفاتيح الخطر الأزرق المتمثلة بالرباعي (سالم ونواف وناصر ونيفيز) وعدم ترك المساحات أمامهم، لكن منهجية النصر كانت دفاعية صرفة والشق الهجومي اعتمد على استغلال ارتباك الخط الأزرق الخلفي والأخطاء الفردية، وكان لهم ما أرادوا وجاء الانتصار المستحق ومعه الصدارة. الهاء الرابعة طولت صبري عليه .. ودوّر الزله وغربت فكري وانا في مجتمع شرقي يا دمعتي ارقي لعيني قسم بالله لو انه يستاهلك ماقلت لك « ارقي «