|


فهد الروقي
“ فرحة وطن يا أخضر “
2013-11-17

أن يصاب شخص ما بإنفلونزا حتى لو كانت " حادة " وبعد الشفاء يقيم هو أو أهله وذووه مناسبة احتفالية ضخمة فإن في ذلك " مبالغة " غير مبررة، لكن العكس من ذلك أن يتعرّض آخر لحادث شنيع أو مرض عضال يدخل على إثره في غيبوبة ثم يمكث فترة ليست بالقصيرة في غرفة " إنعاش " ف " إن عاش " بعدها فمن الطبيعي إقامة أماسي الأفراح والليالي الملاح، وهذا بالفعل ما حدث مع منتخبنا الوطني لكرة القدم الذي دخل في مرحلة سبات بعد أن سقط من علوّ شاهق. فبعد أن كان سفيرا ثابتا للقارة الأكبر في المحفل العالمي لمدة تقرب من ربع قرن أصبح يخرج من التصفيات الأولية وعلى يد منتخبات كنا نهزمها بأرقام فلكية وعندما كان زعيما للقارة إما بطلا أو وصيفا بحضور دائم في المباراة الختامية لكأس الأمم لأكثر من ربع قرن أصبحنا نخرج من المجموعات دون فوز وبخماسية موجعة غير لائقة، وبعد أن عشنا معاناة مستمرة انتفضت فيها " الطفيليات " وحاولت أن تصنع لأنفسها بطولات وهمية متناسية أنها " طفيليات " نجح منتخبنا والقائمون عليه في انتشاله مؤقتا من كبوته وأعني تحديدا مفردة " كبوة " فلا تكبو إلا الخيول الأصيلة وهي قادرة بعد مشيئة الرب أن تنهض مجددا وتعود لسابق عهدها بعد أن ظهرت ملامح المجد التليد تلوح في الأفق في تشكيلة المنتخب الحالي الذي بدأ رحلة العبور إلى نهائيات أستراليا بمواجهة التنين الصيني عقب الإخفاق الكبير في دورة الخليج الأخيرة، وبعد أن فعل أقزام الإعلام فعلتهم في تشتيت أذهان اللاعبين وتأجيج الصراعات بينهم بعضها من أجل " قطعة قماش " وعلى ضفاف الساحل الشرقي نجح " لوبيز كارو " الذي خلف " أبو الملايين " في تجاوز سور الصين العظيم بهدفي الفهد والنايف ثم شدّ الرحال إلى إندونيسيا وهناك جاءت الموقعة الثانية وفيها تعملق رجال الأخضر بهدفي الصقر الجديد السالم بهدفين رأسيين وبنفس الحصيلة السابقة في الأهداف " ماله وما عليه " ثم توقفت التصفيات لعام أو أقل قليلا وعادت مرة أخرى في لقاءين مع المنتخب العراقي الأول كان في العاصمة الأردنية في أول أيام عيد الأضحى وفي عمّان " نحر " أسامة وناصر هدايا الفوز الثمين دون مقابل لتجدد المواجهة مرة أخرى ولكن هذه المرة في الساحل الشرقي فجاء التيسير أولا من تيسير ثم تأكد النصر بقذيفة ناصر وبينهما كان " يونس " يشعر بخطورة وضع منتخب بلاده فأكثر السقوط والسقوط داخل الملعب وخارجه لكن ناصر ردّ عليه برد أقوى داخل المستطيل وأرقى خارجه ليحصد منتخبنا كامل النقاط ويضمن الصعود ويخطف بطاقة العبور، وعقب ذلك ألا يحق لنا أن نفرح بالتأهل وليس بالفوز، فكرتنا كانت في العناية المركزة ولم تخرج للتنويم مؤقتا بل خرجت نحو الفضاء الرحب والهواء النقي والنقاهة قبل التشافي التام بإذن الله، فلا تستكثروا علينا أن نفرح بعد أن عمت أرجاء الوطن فنحن نريد الكرة التي تحببنا في بعض وليس " كرة الكره " الهاء الرابعة أنا سعودي رايتي رمز الإسلام وأنا العرب واصل العروبة بلادي وأنا سليل المجد من بدأ الأيام الناس تشهد لي ويشهد جهادي