من الثوابت التي حفظناها منذ نعومة أظافرنا ما لقنه لنا المدرسون آنذاك ـ جزاهم الله عنا خير الجزاء ـ بأننا حين نرغب بالمحافظة على الشيء وترسيخه نضرب بذلك مثلا بالنقش على الحجر وأن عدم المحافظة وسهولة ذهابه والتساهل في البقاء يشبه الكتابة على الماء لذا كنت أبحث كلما طرأت الفكرة في ذهني عن تطبيق واقعي يشبه الكتابة بالحبر السائل أو الجاف أو الكتابة بالقلم الرصاص فما نقوم به في الحالة الأولى يختص بالمعلومات التي نراها مهمة في حين أن قلم الرصاص للهوامش بعد الكبر وهو الأساس في مراحل التهجي الأولى لكثرة الأخطاء وتكرار المسح ثم الكتابة ثم المسح ثم الكتابة حتى تهلك المسّاحة وتتعطل "البراية" ويقصر وينحف القلم الرصاص حتى يتحول قوامه الممشوق وطوله الفارع ولونه الزاهي إلى مايشبه "العرجون القديم " لذا أكثر الشعراء الشعبيين من مفردة " يابري حالي " وهي مجازية وليست حسية فبعض القائلين يعانون من ترهل وأطنان هائلة من الشحم واللحم غير المقدد. عموما أتمنى أن يكون مشروع النقل التلفزيوني للدوري السعودي قد تجاوز مرحلة الاعتماد على القلم الرصاص في كراسة الشروط خصوصا وأنها مرت بمرحلتين الأولى كانت بناقل تجاري حصري قام ببيع الناقل والمنقول جملة واحدة بعد سنوات من الحصرية في صفقة تعتبر مغرية جدا ويصعب رفضها وبعدها تحولت حقوق النقل للقناة الرياضية السعودية في عقد حصري لثلاث سنوات بمبلغ قدره أربع مئة وخمسين مليون ريال وهذه السنة الأخيرة للعقد والأيام القادمة ستشهد ظهور ما يسمى بكراسة الشروط وربما يفتح مناقصة مظاريف لعدد من القنوات بناء على محتويات كراسة الشروط فهي الأساس في تحديد مدى جودة النقل واتساع رقعة انتشاره ولو أصبح حصرياً كالعقد الحالي وبالمبلغ المقرر فإن ذلك يعني ضعف الانتشار وضعف المردود المادي لدخل الأندية مع أن النقل التلفزيوني يعتبر من أهم مصادر الدخل للأندية العالمية بالإضافة إلى أن عدم وجود المنافسة يعني بالضرورة هضم حقوق المشاهد والمتابع في التنوع والحصول على أفضل الخدمات وخير طريقة من وجهة نظري تتمثل في طرح النقل مشاعاً للجميع من خلال التعاقد مع شركة إنتاج وتسويق تقوم بنقل المباريات وفق شروط تقنية عالية ومقننة ثم بتسويق المنتج على كل القنوات الراغبة في النقل وحاليا السوق يضم أكثر من ست قنوات متاحة لو بيعت لها الحقوق غير الحصرية بمبلغ مئة مليون ريال من كل قناة لتجاوزت المبالغ أكثر من نصف مليار ريال سنويا وفي حال كان التوجه للحصرية فإن نفس المبالغ وربما أكثر ستكون متوفرة على أن يكون دخل الأندية هو الأكبر مع مراعاة أهمية الفرق فلولا وجود الأندية الستة الكبار لما تميّز الدوري عن دوري (ركاء) في شيء لا من حيث المتابعة الجماهيرية ولا الإعلامية ولا حتى الفنية الهاء الرابعة لصديقنا في رأسه صحراء جفّت فلا عشب بها أو ماء فكأنها البيداء من بعد الوغى فني الجميع فما بها أحياء