|


فهد الروقي
“عبّر كبغيتي”
2013-10-24

لأولئك الذين يعشقون نهش لحوم البشر سواء عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي أو في المجالس الخاصة وفي كل شؤون الحياة حتى في هامشها تخيّل أنك تنهش من لا تحبه وسيأتي يوم تحاول فيه أن تساعد أكثر الناس الذين تحبهم مثل أبيك أو أمك وغيرهما الكثير ومع ذلك لن تستطيع مساعدتهم وستذهب في المقابل مساعدتك وحسناتك لذلك الشخص الذي نهشت لحمه وتبغضه بغضاً كبيرا، وهذه معادلة ثابتة الوقوع ومجرد التفكير فيها يجعل جسدك يقشعر خوفاً ووجلا وياليت شعري كيف لو كان سبب الخلاف من سقط المتاع ومن هوامش الحياة، وقد حدثني ممن أثق في صدقه وفي أخلاقه بقوله جاءني اتصال من شخص لا أعرفه يخبرني بأن لديه قضية أخلاقية على لاعب مشهور من فريق منافس مثبتة بمحاضر رسمية لا تقبل الشك والتخمين وطلب مني أن أتبنى نشرها و”فضح” اللاعب، وبعيدا عن الدخول في تفاصيل الهدف من هذا الإجراء الإجرامي الذي يدل على نفسية حاقدة ورغبة جامحة للشرّ، ويضيف صاحبي بقوله: حاولت إقناع المتصل بخطورة هذا الأمر وأنه مهما طال الزمن سيكتوي بنفس النار في نفسه وأهل بيته مصداقاً لحديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم: “من تتبع عورة أخيه المسلم تتبَّع الله عورته، ومن تتبَّع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته”، ولكن المتصل لم يلتفت للتحذيرات وطلب مني ترشيح أحد من الإعلاميين للقيام بالدور الذي رفضته فرفضت جملة وتفصيلا المشاركة في هذا الجرم الأخلاقي وحين يئس مني أخبرني بأنه سيتوجه للصحيفة الفلانية لتزويدهم بالصيد الثمين معللا اختياره بأنها صحيفة تبحث عن الفضائح ثم أغلق الهاتف ويكمل محدثي بأنه اتصل على أحد مسؤولي الصحيفة ليحذره من نشر الفضيحة ـ للمعلومة اللاعب في فريق منافس للزميل الصديق الصدوق ـ لكنه انصدم من ردّ المسؤول الذي لامه على عدم التفاعل مع الشخص والظفر بـ” الخبطة “ الصحفية، فما كان منه إلا أن قال له بانفعال “أنت يبي لك خبطة على راسك “ ومع ذلك ستستمر الأمور بالخروج عن السيطرة مادامت الانفعالات والعواطف تسيّر الناس سواء في الحياة بشكل عام أو في الساحة الرياضية خصوصا بالذات في مسألتي “ الغيبة “ و “كشف العورات “ ولو فتحنا باب السباب والشتائم فلن ننتهي لكن سنقول باللهجة المغربية “عبّر كبغيتي” بمعنى تحدّث كما تريد ولكن دون الوقوع في المحظورات. الهاء الرابعة ‎إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى ودينك موفور وعِرْضُكَ صَيِنّ لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن وعيناك إن أبدت إليك معايباً فدعها وقل يا عين للناس أعين