في منتصف العام وبعد الرباعية الهلالية القاسية بحق الاتحاد وما صاحبها من ردود أفعال قاسية أيضا حين تخلت الإدارة الاتحادية عن عدد كبير من أشهر اللاعبين في صفوف الفريق من بينهم الأسطورة الاتحادية محمد نور بالإضافة إلى العديد من رفقاء الدرب توقع كثير من المتابعين أن تكون هذه محطة السقوط الكبرى وأن العميد سيحتاج لسنوات طويلة حتى يستطيع تعويض الأسماء الكبيرة والعودة مجددا لمكانه الطبيعي بين الكبار خصوصا وأن حمى المشاكل قد ارتفعت حرارتها وظهرت ملامح الفرقة تلوح في مفرق الكيان الأصفر والأسود كما يلوح باقي الوشم في ظاهر اليد، ولم تكن نتائج الفريق دورياً تشير إلى أن ثمة بقعة ضوء في آخر النفق فحلّ سابعاً في سباق الكبار بموقع لا يليق به لكن وبدون مقدمات ظهر من بين ركام المشاكل فريق شاب مميز وسريع نجح في لفت الانتباه إليه عنوة في كأس الأبطال فجندل الكبار الواحد تلو الآخر حتى صعد لمنصة الذهب أولا وكانت الفرحة خير معين للعاشق الاتحادي على تجاوز أزمة الموسم وفتح نافذة من أمل للقادم لكنها نافذة ما لبثت أن غطت زجاجها عتمة مشاكل مالية جديدة كادت أن تعصف به وتحول دون تسجيله للاعبيه الجدد المحليين والأجانب وكانت مواجهة « السوبر « التي مهد له الطريق لنيلها فكانت البداية بنقل المواجهة للشرائع في مخالفة صريحة للأنظمة ومع الأخطاء التحكيمية المؤثرة لصالحه إلا أنه سقط سقوطاً مدويا أمام فتح نخيل الإحساء السامقة ليخسر كأساً كانت في متناول اليد ومن حينها انفتحت الجروح القديمة واستجدت بعد أن سعى بعض الاتحاديين لنثر شيء من الملح على الجروح الملتهبة وتأزمت الأمور حتى بلغت أن القرعة وضعته أمام الشباب الأفضل استعدادا والطامح للثأر بعد رباعية الكأس وجاءت استهلالية الموسم في شوطها الأول وفي أجزاء طويلة من الثاني لتظهر اتحادا مفككا غير قادر على تهديد المرمى الشبابي المتقدم بل إنه لم يحدث ردة فعل طبيعية لإدراك التعادل لكن وقبل النهاية بثلث ساعة فقط « ينتفض « الفريق ويدك الحصون الشبابية برباعية قاسية بل ويجدد الجراح السابقة وكأن الليث موعود بختام موسم برباعية وبدأ الموسم الذي يليه بمثلها حينها انتعشت الجماهير وتوقعت أن هذا هو واقع الفريق وأنه قادر على المنافسة على لقب الدوري ومقارعة الكبار لكن كل هذه الانطباعات الأولية ذهبت أدراج الرياح بعد أن ذاق المرارة من «حلوة الجوف» بعدها بأيام قلائل حتى وإن حاول بعض الاتحاديين تبرير الخسارة القاسية من ضيف الكبار القادم لأول مرة في تاريخه بأنها جاءت نتيجة الطرد غير الصحيح الذي تعرض له صاحب « السوبر هاتريك « مختار فلاتة فمثل الاتحاد لا يسقطه نقص عدد بل إن مستوى الفريق كان ضعيفاً ولم يرتق للقدرة على الوقوف بعدها توقف الدوري وفي آخر ساعات قفل فترة التسجيل زالت الغمة وجدولت الاستحقاقات وتنفس بينات والإدارة بعد أن عانوا جميعا خلال الأشهر السابقة لتأتي المواجهة بعد التوقف مع «حارم السوبر» وفي واحدة من أجمل مباريات الموسم حتى الآن من حيث سرعة الأداء وكمية الأهداف وتنوع طرق تسجيلها وجماليتها يثأر النمر ويلحق ببطل الدوري رباعية قاسية وليعيد توهجه من جديد لكنه ومع ذلك وضع علامات حيرة كبيرة فهو يسقط في وقت لا يتوقع فيه السقوط وينهض حين يظن أنه لن ينهض أبدا.
الهاء الرابعة
لا تشتكي هم الصدر للمخاليق
السر يفسد لا خرج عن نطاقه
لا ضاق صدرك اطلب الرب توفيق
واصبر على ما قدر الله وساقه