يعاني كثير من لاعبينا من النظام المتبع من قبل اتحاد الكرة منذ سنوات طويلة وكأنه ورث موروث فمهما تغيّرت أسماء المسؤولين تبقى السياسة واحدة لم تتغيّر والمعنية بـ " المعسكرات الطويلة " للمنتخبات الوطنية وهي شاملة لكل درجات المنتخب "ناشئين، شباب، أولمبي، أول"، وتنحصر المعاناة في أمرين الأول الملل الكبير الذي يصاحب هذه المعسكرات فينعكس التشعّب والتشبّع على روح اللاعب والثاني في إشعار اللاعب بأنه " بطيء فهم " ولن يستوعب خطط المدربين إلا بعد أيام طويلة وتمارين شاقة وينمى هذا الشعور لديه من الصغر حتى يتبلد مخّه ويصبح أشبه بالآلة ورغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم قد حدد آلية العمل في هذا الخصوص وفنّد الأمر بنظام واضح فقبل كل مباراة يكون وقت استدعاء اللاعبين قبلها بأربعة أو خمسة أيام على حسب إقامة المباراة في نفس القارة أو خارجها في حين يكون وقت الاستدعاء للاعبين قبل البطولات المجمعة قبل انطلاق البطولة بأربعة عشر يوما وهذه الأيام جاء تحديدها بناء على بحوث ودراسات مستفيضة والاتفاق عليها يساعد على سماح الفترات المتاحة على عدد من التدريبات التي تتوافق مع قدرة كل اللاعبين على الاستيعاب، ثم إنها لا تجعله فريسة للملل والإرهاق ولا تتأثر أنديتهم برحيلهم لفترة طويلة والمسألة برمتها مبنية على التوازن واتباع القاعدة "لا ضرر ولا ضرار". مع ذلك يأبى القائمون على الكرة السعودية هذا النظام الواضح والصريح ويصرون بطريقة غريبة على تنفيذ قناعاتهم الشخصية التي لم تتبدل من سنوات طويلة ولو أنها ساهمت في تطور المنتخب الوطني وحسنت من تصنيفه المتدني وأبقته منافساً شرساً لمنتخبات الساحة لتجاوزنا أنظمة (فيفا) معهم ولرأينا في ذلك خصوصية لنا وميزة حسنة لكن للأسف الشديد لا هذا ولا ذاك بل حشفا وسوء كيلة، والغريب أكثر أنهم يجردون الأندية من اللاعبين ويعرضونهم لمزيد من الإرهاق وسأضرب مثالا بلاعبين من الاتحاد ـ لو استشهدت بلاعبين من الهلال لحوروا الأمور عن حقيقتها كما يفعلون دائما ـ فقبل سنوات طويلة تعرض المنتشري لكثرة مشاركات متنوعة ومرهقة دون فترات راحة كافية مابين ناديه والمنتخبات السعودية حتى بدأ نجمه الساطع في الأفول، والآن تتكرر نفس التجربة القاتلة مع الموهبة عبدالرحمن الغامدي الذي شارك في ثلاث مباريات في دولتين في ثلاثة أيام متتالية ثم عاد وأكمل مع المنتخب الأولمبي وعاد لناديه مرة أخرى والآن هو مع المنتخب الأول وسيعود لناديه بعد ذلك ثم سيذهب للمنتخب الأولمبي المشارك في بطولة التضامن الإسلامي ـ وبالله عليكم كيف يستطيع لاعب أن يتحمل مثل هذا وهل نستطيع أن نطالبه بتقديم المستوى المأمول؟ وقد كان لإدارتي القادسية والاتفاق موقف صارم حين رفضتا انضمام اللاعبين للمنتخب الأولمبي، فالبطولة ودية والنظام لا يجبرهما والغريب أن كثيراً من أهل الساحة ينجرفون ويعتبرون الرفض ضد الوطنية، وأن مصلحة المنتخب أولاً متناسين أن المنتخبات تدار بعقول ترفض الاحترافية وتريد أن ترفض قناعاتهم على الجميع حتى وهي تخالف الاحترافية. الهاء الرابعة في عالم الممكن يكون المستحيل وفي عالم الاّ لايكون إلا يكون ذا فرق ما بين الكريم مْن البخيل هذا جحدك وذاك يهديك العيون