سبق وأن تحدثت في أكثر مناسبة بأن التحكيم السعودي هو "أم المشاكل" فعدا ندرة المواهب التي تمنع من الخوض في غمار هذا الفن الكروي لسببين أولهما ضعف الحوافز المالية التي قد تغري المقتحم على الاقتحام وتجاوز السبب الثاني المتمثل في عدم وجود الحماية الكافية مما يتعرضون له من هجوم منظم ومقنن مما يجعلهم أمام خيارين لا ثالث لهما إما خسارة سمعتهم وربما مستقبلهم المهني أو التعامل بطريقة " باب يجيك منه الريح سده واستريح " فالفرق التي يقف خلفها أناس لا يقدرون شرف المنافسة ولا يعتبرون أخطاء التحكيم جزءا من اللعبة وأنه عمل بشري لا بد أن يقع ولا يوجد ولن يوجد أيضا مباراة ستخلو منه يتم التغاضي عن بعض ما يقعون فيه من حالات مثيرة للاشتباه فتكون الأفضلية لهم وهم بالتالي يتأثرون سلباً بالضغوطات التي توّجه لهم وقد نجحوا في ذلك باختراع نظام في غاية الخبث والدهاء بتسليط الضوء على كل خطأ يستفيد منه أكثر فريق تحقيقاً للبطولات والأقرب منها والتغاضي عن الأخطاء التي تقع عليه بل وتلك التي تحدث لفرقهم المفضلة حتى أصاب الحكام المحليين " رهاب نفسي " ولأن الحديث بلا براهين وأدلة يعتبر من سقط الكلام فإننا سنأتي بدليل واحد فقط فاستعراض الأدلة يعني أن مداد الهاءات سيجف وستطوى صحفها والدليل باختصار مطالباتهم التاريخية بإحضار حكام أجانب وتفنيد عدم السماح بحضورهم بأنه سبب مباشر بزيادة حصاد ذلك الفريق من البطولات وحين حضر الحكام الأجانب اتسعت رقعة الذهب الأزرق واتسعت معه فوارق الفوز بينه وبين كل منافسيه فما كان منهم إلا العودة بالمطالبة بالعكس وطرد الأجانب والتباكي بدموع الخداع على حال الحكام المحليين وبعضها هذه الدموع من باب الوطنية. حاليا استبشرنا خيراً بحال اللجنة الحالية للحكام وجهودها الحثيثة لتطوير التحكيم برجاله لعل آخرها المعسكر الإعدادي في تركيا لعل بوادر هذا المعسكر كانت غير مشجعة وأن البداية تنذر بوقوع كوارث تحكيمية ففي لقاء السوبر كاد العمري أن يحرم الفتح من كأس هو الأجدر بها بعد أن تجاهل احتساب ضربة جزاء للنموذجي قبل النهاية بعشر دقائق ثم احتسب جزائية " وهمية " للفريق الأصفر والأسود ثم كرر " الفنيطل " بفعلة أقل ما يقال عنها أنها " مهزلة " فلاعب نجران يسدد من خارج الصندوق وتستقر في الشباك وحامل الراية يقر بالهدف ويذهب لمنتصف الملعب والفريق النجراني يحتفل وحين انتهى الاحتفال في ظل إقرار لاعبي النصر قبل أي أحد بشرعية الهدف يتفتق ذهن الحكم ويلغي الهدف دون أسباب معروفة فلا خطأ ولا تسلل مثل هذه الأخطاء يجب تداركها سواء بمعاقبة الحكام أو بعدم السماح للأندية بفرض القوائم التي يريدونها والبعد كل البعد عن المجاملات التي تسببت في خفض منسوب العدالة في منافساتنا. الهاء الرابعة أكثر رجل يقدر يفهّمك الحنان اللي عجز يلقى على الدنيا خليل وأكثر رجل يقدر يفهّمك الأمان اللي فقد واحد من عياله قتيل