ما حرّك مشاعري تجاه العبارة المعنون بها في الأعلى هو العنوان الذي وضعته بالأمس " الوردية " للفت أنظار القراء على خبر وتصريح وجدت فيه شخصيا تشخيصا لحالتنا ليس في الرياضة بل في غالب مناحي الحياة فنحن نعشق اللعب في الوقت بدل الضائع فالفوز فيه يعطي انطباعا جميلا وربما هذا يقودنا إلى أن معايير حكمنا على الأمور عاطفية جدا ـ كنا نعيب على النساء أنهن يحكمن بقلوبهن وليس بعقولهن ويبدو أننا أصبحنا نحوم حول حماهن نوشك أن نقع فيه ـ بدليل أننا لا ننظر لفريق يسيطر على مباراة بأكملها سيطرة كاملة ويسجل ويهدر العديد من الفرص السانحة بدواع مختلفة منها سوء التوفيق وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع يسجل الفريق الضعيف هدف التعادل من كرة ثابتة وبخطأ فادح من لاعب مدافع فتنقلب الأحزان لأفراح وننسى واقع المباراة ونأخذ في تقريع الفريق الرائع ونختزل كل ما قدم في الدقيقة الأخيرة وفي الخطأ القاتل وبقدرة قادر تمسح ذاكرتنا كل الدقائق التسعين ومثلها في حكمنا على البرامج الرياضية من خلال دقائق قليلة فيها خروج عن النص ـ برنامج يمتد لساعات يتناقش فيه الضيوف في محاور عدة وتتباين آراء المتحدثين بين المنطقية والسطحية ويكون فيه طرح إيجابي بشكل كبير لكنه في أي لحظة من لحظاته تأتي مناكفة تقود إلى خلاف حاد وخروجا عن النص لكنه لا يمتد إلا لدقائق معدودة ومع ذلك نواصل الاختزال ونحكم على البرامج وليس البرنامج هذا فقط والغريب أن يخرج بعضها مدعو الفضيلة من إعلاميين وجماهير ويلبسون رداء المثالية ويستنكرون ويشجبون ـ نحن أمة حتى في الرياضة نبرع في الشجب والاستنكار ـ أذكر في بطولة الخليج الماضية كنت مع صديق عزيز في ملعب المباراة في البحرين فخرجت بعض الجماهير عن النص وأساءت لأحد اللاعبين فالتفت عليّ صاحبي وقال لا تكترث لو تتبعنا هؤلاء بعد المباراة لانكشف ما هو أسوأ. عموما كنت أرغب من خلال العنوان الحديث عن الخبر والتصريح الذي بعدهما لكنني وجدت الأحرف تنحرف نحو فكرة أخرى فتركتها خوفا من إزعاجها وحتى لا تقول لي بعد أن تقول لها محلات للإعراب " اللي مامعوش مايلزموش ". الهاء الرابعة تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع ولا تك كالدخان يعلو بنفسه إلى طبقات الجو وهو وضيع