|


فهد الروقي
برّاً بوالدته
2013-07-25

نحن شهود الله في أرضه، نشهد بما نرى أو نسمع أو نتعايش، تستهوينا الحياة بما لذت وطابت، فمنا من ينجرف خلف شهواتها جريا وراء شهوته وملذاته ومنا من يكبح جماح نفسه حين يعرف أنها بدأت في عملية الانجراف المتهوّر، وهوى النفس يؤدي لمصارع الردى. في جوفي قصّة احتفظت بها لسنوات طويلة أريد أن أبوح بها، لكنني أتردد كثيرا خوفا من تشويه معناها السامي النبيل وحتى لاتأولها ساحتنا نحو الميول، وهي قصّة حياتية غير مربوطة بملعب ولابفوز وخسارة، ورغم ذلك هناك من أبناء الساحة - هداهم الله - يبرعون في تشويه كل شيء، ولو عرضنا لهم الجمال لشوهوه، ولوتركنا عندهم الشرف أياما معدودة لدنسوه بدافع الميول فقط ولاشيء غير الميول - أنصحك عزيزي القارئ بتكملة الهاءات - احتفظت بها القصة، ومع كل حادثة مشابهة أو مناقضة تلمع على الفور في مخيلتي فأدعو لصاحبها بما يستحق، واسأل الله أن يرزقنا جميعا بما حباه الله، لكنني لم أعد أحتمل الكتمان والاحتفاظ بها خصوصا بعد أن شاهدت صورة حركت مكامن العواطف في فؤادي حتى فاضت وأغرقت الوجدان. تقول القصّة بعد أن رواها لي أكثر من شخص بعضهم شاهد عليها وحدثت أمامه وبل في أكثر من مرة " لاعب دولي سعودي عرف بحسن الأخلاق ودماثتها مع الجميع وبنظافة السريرة ونقائها من أمراض القلوب حين يكون في معسكرات سواء داخلية أو خارجية مع ناديه أو المنتخب، وبعد تناول وجبة العشاء يجلس مع الرفاق إما يتناقشون فيما بينهم أو يلعبون ألعابا إلكترونية أو يمارسون أي شيء من المسليات المباحة، وحين يأتيه اتصال من والدته على هاتفه الجوّال يقوم ويحادثها خارجا، وبعد أن ينهي المكالمة يعود للرفاق مرة أخرى ويستأذن منهم للذهاب للنوم، وحين يطلبون منه البقاء معهم فمازال الوقت مبكرا على النوم وهو جليس أنيس لايمل من الجلوس معه يعتذر بأدب ويقول " أمي قالت لي روح نام ياوليدي " ويرفض بعدها كل محاولات الاستجداء لدرجة أن بعضهم يقول " إجلس شوي أمك ماتدري إنك قعدت معنا " لكنه يبتسم ثم يذهب لغرفته ويخلد للنوم حتى لو كان في غير حينه برا بوالدته رغم أنها لاتدري عنه لو جلس مع الرفاق، لكنه البر الروحاني والانصياع المطلق والرغبة في رضا الله برضا الوالدين. هذا اللاعب هو الخلوق المهذب الموهوب " محمد الشلهوب " وإنني اعتذر له أشد الاعتذار لأنني بحت بهذه القصة رغم أنه لايعلم أنني أعرفها، وقد أجبرني على ذلك صورته وهو يحتضن عامل النظافة الآسيوي بكل لطافة وتهذيب، واسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته، وأن يكثر من عيناته في ساحتنا في مختلف مساحاتها خصوصا على المعشبات الخضراء فهو ومن على نهجه " القدوة الحسنة "، ولن أزيد حتى لا أجرح صيامي وصيامكم. الهاء الرابعة غذوتك مولــودا وعلتك يافعا تعـل بما أدني إليــك وتنهــــل إذا ليلة نابتك بالشكوى لم أبت لشكواك إلا ساهــرا أتملمـل كأني أنا المطـروق دونـك بالذي طرقــت به وعيني تهمـــل