لم يمر في تاريخ كرة القدم لاعب يثير مجرد ذكر اسمه الساحة الرياضية بقضها وقضيضها مثل سامي الجابر، فهو صاحب (كاريزما) جاذبة بشكل مؤثر في النفوس سلبا وإيجابا، ومنذ أول بزوغ لموهبته الكروية قبل مايقارب ربع قرن وهو حديث الساحة لاعبا هلاليا ولاعبا دوليا وإداريا محنكا ثم حاليا مدربا يستعد لوضع لبنات مشواره الجديد، طمعا في استكمال مسيرة النجاح الطويلة رغم ما تعرض له من عراقيل لو وضعت أمام أي واحد منها لسقط مبكرا ولانتهت مسيرته وانطوت كما حدث لكثير من أقرانه قبله وبعده، حين لفهم النسيان بردائه الأسود القاتم واختفوا في سراديب ليس ثمة ضوء في آخرها بل عتمة لايبصر فيها المبصر فما بالكم بمن (شوفه شجر). تراكم الخبرات النوعية لدى سامي جعل منه ميزانا للحكم على عدالة منطق الساحة، فاللاعب الذي أنهى مسيرته كلاعب بمنجزات وأرقام فردية وجماعية لم يصل إليها أحد غيره وعلى مدى عقدين من الزمان لم يعتري فيهما موهبته الصدأ، كدليل قاطع على أنها موهبة أصلية (الحب الأصلي يغلب التقليد)، ولو أنها من المواهب (التقليد) لما استطاعت الصمود كل هذه الفترة الطويلة، ولن أعدد واستشهد في منجزات سامي (فالعدد في الليمون حتى وإن كان النظر إليه فقط يأتي بالحموضة)، بل وإنني أرى تعداد أسطورة بحجم سامي انتقاصاً لتاريخه.. مع كامل التقدير والاحترام للنجوم الرائعين الذين مروا بتاريخ كرة القدم السعودية ولانبخس حق أحد منهم لكن (سامي غير)، والدليل على ذلك أنه حورب من جميع أطياف الإعلام السعودي، والمصيبة المضحكة المبكية أنه مع كل حرب داخلية نشنها عليه يأتي التكريم له من خارج حدود الوطن، ونواصل بصفاقة النيل منه مرة تلو مرة تلو أخرى، ولانشعر بحمرة الخجل ونحن نرى أن الغرباء يكرمون (ولدنا) ونحن نحاربه، فحينما كان لاعبا كانت موهبته تنسف وإبداعاته تختزل بالحظ والبركة والنجوم الذين يلعبون معه، وهكذا ونفس (الميزان) سيستخدمونه معه كمدرب، فإن نجح سيجيرونها لأمور أخرى ولن يعترفوا بموهبته ونجاحه، وحين يفشل - لاسمح الله - سينصبون له المشانق، وإنني على يقين أنهم لن يتوقفوا عن متابعة حركاته وسكناته ويغضبون حينما نصفه بالأسطورة. الهاء الرابعة دخلت أنا الحب تصنيفه ورد اعتبار واجتزت كل المراحل مرحلة مرحلة وأصبحت مثل العرب الأفغان في قندهار إن حاربوا مشكلة وإن عودوا مشكلة