استكمالا لما بدأناه في هاءات الأمس نعيده اليوم ونزيد عليه فيما يخص نظام الاحتراف « المنحرف « والذي حوّل اللاعب السعودي من شخص موهوب يحرص على موهبته ويطورها ويرعاها في سبيل تحسين وضعه ووضع أسرته المعيشي إلى لاعب « منحرف « على كافة السبل ولم يحدث الاحتراف لدينا على مستوى اللاعبين شيئا إلا في أمرين زيادة المال وزيادة في الشهرة والأضواء في حين بقيت الأمور الأخرى المهمة في انحدار كبير حتى أنه جعل اللاعب في مركز القوة الأولى ووضع الأندية تحت رحمة أولئك وكل على حسب حظه فإن كان اللاعب هادئا منتظما ومطيعا كانت الفائدة وإن كان العكس فما للأندية سوى ترديد « ضاعت فلوسك ياصابر « فلا هم طالوا بلح الشام ولا ظفروا بعنب اليمن وتظل مشكلة « السهر « من أكبر المشاكل التي تهدد صحة لاعب كرة القدم وهي أخطر بمراحل من غيرها من السلوكيات الخاطئة والمضرة بالمال والجسد والخلق وحتى السمعة والغريب أن اتحاد كرة القدم وقف عاجزا مع الأندية دون محاربة السهر وما يخلفه ويصاحبه رغم أنه يطاله ما يطال الأندية من مضرة فهو ينعكس أيضا سلبا على المنتخب الوطني ولو أن ناديا قرر فرض الحضور الصباحي على جميع اللاعبين سواء كانت هناك تمارين صباحية أو الاكتفاء بالمحاضرات النظرية والتوعوية للتذكير والتحذير والتثقيف في كثير من الأمور التي ترتبط بحياة اللاعب المحترف مثل المنشطات والقوانين الاحترافية وأوضاع اللاعبين والتنبيه من خطر المنشطات وتثقيف اللاعب دينيا واجتماعيا ومعلوماتيا فاللاعب المثقف خير من اللاعب «الجاهل». وبما أن الاحتراف يعني مزاولة اللاعب لـ « مهنة « فحري به أن يقوم بواجباتها كما يقوم بقية الموظفين في كل القطاعات الحكومية أو الأهلية ومن ذلك « الدوام « وبقاء الوضع الراهن ـ ساعتان من التدريبات يوميا غالبا ماتكون في الفترة المسائية ـ ينذر بخطر كبير خصوصا على اللاعبين صغار السن فهم يجدون متسعا من الفراغ والفراغ خطره عظيم كما حذر منه حبيبنا وشفيعنا صلوات الله وسلامه عليه حين قال : « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ « وكلا النعمتين يحظى بهما لاعب كرة القدم لذا يصبح فريسة سهلة لأصدقاء السوء والشهوات والملهيات ولو رغب ناد ما بفرض الحضور الصباحي اليومي فإن لاعبيه سيغادرون الواحد تلو الآخر لأن أقرانهم في الأندية الأخرى يعيشون في « بحبوحة « من العيش الرغيد بعكس هذا الفريق وللحفاظ على هذه المواهب والأموال المهدرة يجب على اتحاد الكرة فرض الدوام الصباحي على الأقل لأندية الدوري العام الأربعة عشر ولو لم يفرض نظاما صارما يحد من هذا التسيّب فلا ترجو تقدما أو تطورا وسنبقى في نفس الدوامة. الهاء الرابعة مكان هذا المسا ميلاد للذكرى حساس ذوب شموع الشوق في بالي أجيه ويصير موعد للغلا بكرا أثنين والناس كل ٍ غالي وغالي.