وكأن كل قضايا المرأة السعودية قد حلت، فلم يعد لدينا أرامل يعانين من فقد العائل، ولم يعد لدينا مطلقات يبحثن عن حقوق النفقة لإطعام الصغار وإبعادهم عن الحاجة في ظل حقد المطلق وتعنته وروتينية المعاملات الرسمية في أروقة المحاكم الشرعية، وكأننا ليس لدينا عاطلات يبحثن عن دفء الراتب الكريم بعيدا عن قسوة شتاء الحاجة الطويل، وكأننا ليس بين جوانبنا معلمات يدرسن في فيفا وأزواجهن وأطفالهن في طريف أو العكس بالعكس صحيح وما ذكر المدن الحدودية إلا من باب الاستشهاد لبيان الصورة وتبيينها.
بل وكأن ملاعبنا الرياضية كاملة المواصفات والمقاييس والقادم إليها ينعم بالرفاهية والفخامة، فبطاقة الدخول يتحصل عليها من منزله بكل راحة ولا يذهب للمباريات إلا قبل بدايتها بعشر دقائق فالطرق معبدة وسلسلة بلا زحمة (بلا هباب) وحين يدلف يجد كل ما يحتاجه من تعامل إنساني راق فلا عمليات تفتيش طويلة ومهينة ومملة وكأن المشجع داخل لمنطقة أمنية شديدة الحساسية والخطورة وبعد ذلك سيجد الخدمات العامة مطروحة أمامه وهي ترفل بالفخامة والرقي فمطاعم الوجبات السريعة (نظيييييييفة جدددددا) والطعام أكثر نظافة وأجود طعما والعدد كاف من المحلات والوجبات فلا ازدحام و(لا هم يحزنون)، وبعد أن ينتهي من شراء ما يشتهي من طعام وشراب لا يجد المنع أمامه قبل أن يدخل للمدرجات كما أنه لن يمنع من الخروج لتأدية الصلاة أو لقضاء الحاجة الضرورية بعد أن تؤخذ منه التذكرة حتى وإن بقي معه (عقبها).
إن التفكير فقط مجرد التفكير بالسماح للنساء بدخول الملاعب الرياضية خطأ جسيم فكيف لو تم السماح وبعيدا عن مسألة الموقف الشرعي فيها رغم ضرورته وحسمه للأمر بعيدا عن ذلك سنشير إلى الأضرار السلوكية والمخاطر الاجتماعية الناتجة عن هذا الإجراء ونحن نعلم عن كمية التجاوزات التي تحدث في الملاعب حاليا والمعوقات الكبيرة التي لم يتم تجاوزها فبيئة الملاعب غير صالحة للاستخدام الآدمي للرجال والشاب حين يرغب بحضور مباراة مهمة يضطر للذهاب من وقت مبكر ولا يعود لمنزله قبل منتصف الليل وتخيل الأمر مع النساء يفتح باباً مشرعاً وواسعاً من التجاوزات الكبيرة جدا على كافة الأصعدة وسيتعرض النسيج الاجتماعي للخرق والاختراق وستكثر المشاكل الأمنية والأخلاقية.
باختصار إننا بدلاً من تطوير أنفسنا وبنانا التحتية في كل مناحي الحياة نسعى لخلق مزيد من المشاكل ونحمل أنفسنا ما لا طاقة لنا به.
الهاء الرابعة
قل للمليحة في الخمار المغرب
ماذا فعلت بلاعب متغرب
قد كان شمر للحياة ثيابه
حتى وقفت له بباب الملعب