حين يريد أن الإنسان أن يتقن عمله خصوصا إذا كان في المجال الإبداعي فهو يرغب بالهدوء قبل كل شيء، فمع الهدوء ترتاح الأعصاب ويبدأ الفكر في استيعاب كل الجوانب وتضعف المؤثرات الخارجية السلبية وهذا ما يحتاجه الهلال بالضبط في آخر مباراة له في الموسم، فإما الظفر ببطاقة العبور لدور الثمانية من دوري الأبطال الآسيوي أو العودة من الدوحة بخيبة أمل للعشاق قبل الجميع والحديث عن الأخطاء الإدارية التي وضعت الفريق في موقع لا يليق به مازال مبكرا خصوصا أن الكرة مازالت في ملعب الفريق والفوز بأي نتيجة غير النتيجة التي آلت إليها مباراة أمس الأول يحقق المراد، ثم إن الفريق كعناصر مؤهل للفوز متى ما تخلص من العوامل السلبية والأخطاء التكتيكية والفردية التي ظهرت في ميدان الملز، فالبداية كانت بطريقة « زلاتكو « التي اعتمدت على مهاجم وحيد وهو في الأصل غير مهاجم وازدادت المشكلة واللاعب المعني « ويسلي « يمارس تطنيش التعليمات ويبتعد كثيرا عن الصندوق حتى والرفاق يقتحمون مناطق الخصم من الأطراف في أكثر من مناسبة ولا يجدون من يمررون له الكرة فالمهاجم الوحيد « يتمشى « بالقرب من جوستافو الذي يعمل وحيدا في استخلاص الكرات من المنافسين في عمق الملعب ولسان حال العابد والزوري والشهراني وسالم يقول « تكفى يا ويسلي لا تطلع من الصندوق « بعد أن صمت المدرب عن توجيهه فيبدو أنه ملّ من كثرة التوجيهات ولأن الأخطاء لا تأتي فرادى فقد واصل سوء الطالع وسوء استغلال الفرص السانحة ولكم في الفرصة الثلاثية التي حدثت في أواخر الشوط الأول خير برهان، فالشلهوب نجح في تهيئة مساحة تسديد أمامه من خارج الصندوق فسدد لكن تسديدته جاءت ضعيفة ومع ذلك ذهبت لويسلي وحيدا داخل خط الست ياردات فروّضها ثم استدار وسدد لكن تسديدته الزاحفة كانت ضعيفة ليتصدى لها حارس « لخويا « لتسقط منه على بعد متر واحد أو أقل من خط المرمى بالقرب من الزوري المتقدم وهي لا تحتاج للوصول للشباك سوى لمسة وربما أن « نسمة هواء رقيقة « وفي اللحظة التي انتظر فيها الجميع معانقة الشباك يخفق الزوري ويتصدى مدافع وتصبح الكرة بين حابل ونابل وتنتهي كرة الهدف المتاح بهجمة ضائعة وحتى أن هدف المباراة الوحيد لعب فيه ضعف التمركز والتركيز من قبل المدافع البرازيلي « أوزيا « ـ هذه ثالث مباراة متتالية يساهم في ولوج هدف لمرمى فريقه بأخطائه الفردية ـ ومع أن تسديدة « المساكني « كانت في طريقها لخارج المرمى تخادع السديري وتذهب للزاوية المعاكسة كهدف يتيم وبعد الهدف وبدلا من الانتفاضة الزرقاء المتوقعة لإدراك على الأقل هدف التعادل يأتي « الانهيار» عند جلّ اللاعبين وكأن النهاية قد حلت ولا مجال للتعويض رغم أن الوقت كان كافياً ولا أقول طويلاً.
الهاء الرابعة
دنياً بليّا حب دنياً كئيبه
الحب إكسير الحياة ورغدها
والحب عاصي ما يجي بالغصيبه
يمشي على كيف القلوب وسعدها