يختلف الهلاليون فيما بينهم كثيراً حول عجز الفريق في التعامل مع كأس الملك والأدوار المتأخرة من دوري أبطال آسيا رغم أنه الفريق "الأول" محلياً وزعيم القارة آسيويا والرقم الثابت والقاسم المشترك في كرة القدم السعودية فقادت الاختلافات إلى مزيد من الضغوطات يغذيها لغة الشماتة التي يطلقها بعض "صغار" المنافسين عند أول منعطف لإخفاق أزرق سعياً لترسيخ مفهوم "العقدة" وسط مفهوم ساذج وغبي لا يمارسه إلا صاحب فكر بسيط وسطحي فأكثر الفرق تحقيقاً للبطولات محلياً وخارجيا يسمى "محلي" ومن يطلق عليه هذا المسمى إما أنه لم يحقق بطولة قارية في تاريخه أو من يغيب عن البطولات لعقود من الزمن ويعيش في "فقر" مدقع وسنوات ضياع وحرمان أو من يعيش في خريف العمر ويسير القهقرى للعودة لموقعه الطبيعي ومع ذلك شكلت هذه الضغوطات سحابة تأثير كبيرة على الأجواء الهلالية فانعكست على المعسكر الهلالي وغزت بشكل رهيب والغريب هو في التعامل السلبي من الهلاليين لهذه الحالة وعجزوا عن تصنيف ودراسة أسباب الإخفاق، ولو عرف السبب بطل العجب فتارة تحمل الإدارة الأسباب وتارة المدربون وتارات وتارات على اللاعبين ومع ذلك ومع كل التغييرات الكبيرة على مختلف الأصعدة السابقة لم يحدث أي تغيير وهو بعيد كل البعد عن السبب الحقيقي، بل إنهم ساهموا في زيادة الضغوطات على اللاعبين فكبرت كرة الثلج وما زالت تسقط من علو ولو لم يتدارك الهلاليون وضعهم فإنهم سيزيدون من سرعة الكرة حتى تهدم كل ما بني في سنوات المجد التليد قديماً وحديثاً.
الأمر يا سادة يا كرام سهل وبسيط للغاية، فمشكلة الهلال الحقيقية في ضعف التعامل مع مباريات "الذهاب والإياب"، فالفريق منذ عشر سنوات تقريباً يعاني من هذه المشكلة ولم يستطع تجاوزها إلا في مناسبتين الأولى محلياً في كأس ولي العهد حين فاز على الاتحاد في الرياض بهدف للصويلح وفي جدة تعادل الفريقان بهدف لمثله والثانية في دوري أبطال آسيا بالفوز على الغرافة القطري بثلاثة أهداف في الرياض وفي الدوحة ورغم كل الفرص ومع قوة الفريق الهائلة خسر بمثلها، وفي الأشواط الإضافية نجح الغرفاويون في تسجيل الهدف الرابع قبل أن ينتفض "جن الملاعب" في دقيقة واحدة في أواخر الشوط الإضافي الثاني في "دقيقة مجنونة" ويسجل هدفين خاطفين من "حلاوة الروح" من ياسر والمحياني وما عدا هاتين المباراتين كان الفريق يخسر مبكراً قبل الدخول لأرض الملعب في المباراة على أرض الخصم وعادة ما يخسر بفارق هدف ولا يستطيع التسجيل هناك وعند العودة يدخل المباراة بحسابات معقدة تنتهي بانهيار المجموعة في أوقات مبكرة.
هذا المساء يتكرر السيناريو في بداية مباريات -ذهاب وإياب- وعادة يفوز الهلال على أرضه وعادة ما يتأهل إذا كانت المباراة الأولى كذلك كحالها اليوم والطبيعي ألا يرمي الفريق بكامل ثقله في أي جزء منها ولا فيها كلها فهذه النوعية من المباريات تحتاج لطريقة خاصة على الهلاليين إدراكها والتعامل معها باقتدار.
الهاء الرابعة
بيته بقلبي عمار وخضر نخيله
وقدره بعيني كبير وطيب فاله
تفدي نجوم السما نوره وقنديله
ويفدي الهوي والمحبه ناعم جداله