كرة القدم لعبة جماعية يشترك في صياغتها وتنفيذها كوادر بشرية جمة تقوم على أساس المنافسة الشريفة قولاً وعملاً، ونتائجها لا تخرج عن ثلاثة احتمالات تنجح أو تخفق على حسب معطيات أخرى ولها قاعدة رياضية شهيرة "ابتسم عند الخسارة وتواضع عند الفوز" ولو كانت هناك حالات خروج عن النص بأي شكل من الأشكال فإن العلاج ينظر أولاً في ماهية "الخارج" فبعض صغار السن والعقول سواء إداريين أو إعلاميين أو لاعبين أو جماهير، يتم التغاضي عنهم أحياناً فعلى قدر العقل يأتي العتاب لكن أن يصدر من رئيس ناد يعد من أكبر الأندية بطولات وجماهيرية فهذه تحتاج لوقفة صادقة وصارمة، ولكن قبل الخوض في تفاصيلها سأذكركم بتصريح لرئيس الهلال بعد تتويج فريقه بنهائي كأس حين قال إن الفوز أعاد الأمور لنصابها الحقيقي حينها ضجت الساحة وهاجت وماجت واعتبروا ذلك إسقاطاً وإساءة للنصر فتورمت الكرامات وظهرت المثاليات ومع ذلك خرج الرئيس الهلالي وفسّر كلامه وأوضح أنه يعني وضع فريقه، بل و"اعتذر" لكل من أساء فهم التصريح
الآن يخرج رئيس الاتحاد ويقول بالنص "صغارنا صغّروا الكبار" وهي مفردة واضحة ويزيد وضوحها شرحه بعد ذلك والكلام يعني أن صغار العميد أعماراً "صغروا وقزموا" لاعبي الهلال الكبار أعماراً، ورغم ما في التصريح من تجاوز كبير وخرق لقاعدة المنافسة الشريفة إلا أن الساحة -رعا الله أهلها وسكانها وحفظهم من كل مكروه- نامت قريرة العين هانئة الفؤاد، فالهلال خسر في الميدان وعليه وقعت سلاطة اللسان عندها تختلف عدالة القسط في الميزان فتصبح الإساءة حقاً والتجاوز معروفاً ولم أشاهد استنكاراً واحداً من طرف غير هلالي لما تحدث به الفائز في الميدان والخاسر في الفضاء والإعلام ولم تضج الدنيا وتقعد ولا تقوم خصوصاً أصحاب المبادئ المطاطة والقيم المزدوجة فهي مثل "تنكة طاش ماطاش تنكمش بالبرورة وتتمدد بالحرارة"، والميزان في ذلك وكاشف الستر والكتمان "الهلال".
الجميل أن ما حدث يؤكد صحة ما قلته سابقاً، وأكدت عليه مراراً وتكراراً بأن الأصفرين يسيران على نسق بعضيهما حذو القذة بالقذة، فالفوز على الهلال بطولة، والحضور أمامه مكسب لا يضاهيه مكسب، فمن خسر أمام الشعلة ظهر أمام الزعيم بمظهر آخر بدليل أن الفرحة العارمة لم تكن إلا بسبب منجز إذا علمنا أن الفوز الأزرق يوم الجمعة القادمة يحوّلها لأتراح، ثم إن رئيس النادي قابل سخط أصفر عام -إعلامي وجماهيري وشرفي- ولكنه نجح بكسب الرضا المؤقت بالإساءة للهلال وهم بهذه التصرفات يثبتون من حيث لا يدرون أن "الملكي الأزرق" كبيرهم وعلى ما ورد في المثل: "اللي مالو كبير يشتري يا ساحة".
الهاء الرابعة
اللي ستر عيبه عن الناس بهدوم
وش يستره لا صار عيبه كلامه