|


فهد الروقي
(على سلّم الطايرة)
2013-05-04

قديما قالوا أهل الصحراء " العزايم تجيب الغنايم " والعزائم هنا مفردها عزيمة والمراد بها قصد الشيء والرغبة في تحقيقه رغبة مؤكدة والسير إلى ذلك بكل قوة وهمّة ونشاط وهذا ماسارت عليه " الأباتشي الزرقاء " حين ذهبت لدلمون بحثاً عن ذهب الخليج ولا سواه رغم أن الفريق يفتقد لنجمه ونجم الكرة السعودية الكبير " أحمد البخيت "، بل وهو يمرّ بمرحلة تغيير جلد وإحلال لاعبين صغار في السنّ وموهوبين بدلا من النجوم الكبار الذين شارفوا على الأفول، وبين الجيلين والشاب نقطة مشتركة وهامة، فكلا الطرفين يحمل في شرايينه جينات دم زرقاء تسمى " روح البطولة " وقد تجلّت هذه الروح في المباراة الافتتاحية حين هزم المحرق البحريني على أرضه وبين جماهيره ورغم وجود نجمه المحترف في الدوري الأسباني سابقا "جاسم النبهان " ثم أعقبه بقادسية الكويت ولحق بهما مستضيف البطولة النصر البحريني وبنتيجة واحدة ضمنت له النقاط الثلاث وحرمت منافسه من أي نقطة ـ نظام الطائرة الفوز بثلاثة أشواط دون مقابل أو مقابل شوط واحد يعطي النقاط الثلاث للفائز وبثلاثة أشواط لشوطين يعطي للفائز نقطتين وللخاسر نقطة واحدة ـ ثم جاءت المباراة المهمة أمام العربي القطري أو لنقل منتخب قطر مطعماً بلاعبين محترفين أجانب والفوز الهلالي يجعل الكأس قد حسمت وعلى بقية الفرق التنافس على مركز الوصافة، لكن الخبرة القطرية تفوقت وساهمت المباريات الثلاث الصعبة في أربعة أيام خصوصا مباراة المستضيف الأباتشي الزرقاء في موقف الخاسر فهبطت هبوطاً اضطراريا في مطار العربي وقد أفرزت نتائج الجولات قبل الجولة الأخيرة انحسار المنافسة بين الهلال والعربي والأفضلية زرقاء، فالفوز بثلاثة أشواط مقابل لا شيء على السيب العماني تضمن اللقب لممثل الطائرة السعودية بغض النظر عن بقية النتائج وفي يوم الختام عصر أمس الجمعة خسر العربي أولاً أمام المحرق البحريني بعد أن كان متقدماً بشوطين لشوط وعلى مشارف إنها الشوط الرابع والمباراة لكن النبهان تنبه هو ورفاقه وقلصوا الفارق النقطي وتقدموا وفازوا بالشوط الرابع والخامس والمباراة ليدخل الهلال مباراته أمام السيب بمعنويات مرتفعة وأعصاب هادئة علما أن " ياسر فعل مثل ياسر " فقائد الأباتشي ياسر المكاوني اجتمع مع اللاعبين لوحدهم بعد أن فرغوا من الاجتماع مع الجهازين الإداري والفنّي وفي اجتماعهم المغلق تعاهدوا على الفوز بثلاثة أشواط دون ردّ حتى يبتعدوا عن الحسابات المعقدة وكان لهم ما أرادوا ـ بعد توفيق الله ـ فقد كان البدلاء قبل المشاركين يواصلون المؤازرة من خارج الملعب في كل نقطة مما زاد من حماس اللاعبين خصوصا الأسماء الشابة كنواف البخيت وموفق المطيري والحربي، فيما واصل الخبراء خليل حجي والمكاوني ومسفر والمجرشي وبوحسون والليبرو المتميز إبراهيم الحربي والمحترف الكولومبي بيدرو مستوياتهم الكبيرة، ويحسب للجهاز الإداري بقيادة منصور الشريف تعاقدها مع المدرب البرازيلي الذي استطاع تكوين فريق عنيف من العناصر الشابة، كما يحسب لعرّاب هذه البطولة " فهد الحريشي" وقوفه مع الفريق ماديا ومعنويا فقد تواجد في البحرين عند مراحل الحسم وقدم للاعبين مكافآت مالية بعد كل فوز ومضاعفة بعد فوز التتويج. الهاء الرابعة مَرْكَبٌ لَوْ سَلَـفَ اَلدَّهْرُ بهِ كَانَ إحدَى مُعْجزَاتِ الْقُدَمَـاءْ نِصْفُهُ طَـيْرٌ وَنِصْـفٌ بَشَرٌ يَالَهَا إِحْدَى أَعاجيِبِ الْقَضَـاءْ رَائِـع ، مُـرْتفعاً أَو واقِفاً أَنْفُسَ الشُّجْعانِ قَبْـل الجُبَنَـاء