حين ذهب الهلال للإمارات لم يذهب لبلد آخر وحين حضر فريق العين للرياض فهو لم يخرج من حدود وطنه فهما فريقان شقيقان من بلدين شقيقين تجمعهما روابط أكبر وأنبل وأسمى من روابط (الجلد المنفوخ) التي جعلها البعض وللأسف الشديد هي الرابط الأول وما عداها شيء آخر ومن خلال هذا الرابط الوهن تخرج قناعاته وآراؤه وتسير حياته وعلاقاته. سافر العين من العين إلى الرياض وهو سفر داخلي يشبه السفر من القلب إلى العين أو الخروج من (المقلط) إلى (الميلس) وحين هبطت الرحلة في البطين الأيمن قادمة من الأيسر هبت كل أعضاء الجسد مرحبة ومستقبلة وفرحة بقدوم الشقيق ولسان حالها يقول (مرحبا بقدوم خلي ... يوم جاني في محلي) فليس جزاء الإحسان إلا إحسان مثله ولو زاد مقداره فالفضل لصاحب الفضل الأول (وراعي الأولة ما ينلحق) وأقيمت المباراة وفاز الفريق الأجدر فنياً وقد خلت من كل الشوائب ومعكرات الأجواء فسادت لغة الأخوة قبل اللقاء وأثنائه وبعده وفي التصاريح الميدانية التي أعقبته ما يؤكد ذلك. ولكن ولأن للأعراس غالباً متطفلين يقودهم الفقر والحاجة تارة والطمع والجشع تارة أخرى فقد خرجت أصوات تعلوها الصفرة وتعاني من مرض (الصفار) وهي أصوات محسوبة علينا نحن معشر الإعلام ولا أعلم لم حسبت وهم بهذا الفكر الضئيل السطحي النتن فهم ومن باب (فكر المؤامرة) الذين يعشقونه لدرجة الإدمان فإن لم يجدوا من يشكون به (شكوا بأنفسهم) وهمزوا وغمروا بقناة شرف (كوزمين ورادوي) وأنهم خانوا فريقهم الحالي من أجل فريقهم الأول وهذا الخروج بالنسق المعتاد أمر معتاد بالنسبة لنا منهم (فالشيء من أصله غير مستغرب) والعيب من أهل العيب لا يعد عندهم عيباً فهم حطيئات زمانهم ولم يسلم من فكرهم المؤامراتي من أضاع سنين عمره وخسر أمواله في سبيل خدمة فريقهم المفضل فكيف يسلم منه الآخرون؟ ولأن للعفن وجه آخر فقد خرج من الجهة المقابلة صوت نشاز آخر (والطيور على أشكالها تقع) وادعى شيئا آخر لم يسمعه بل نقل إليه وهو بذلك يدين نفسه بنفسه ويعترف أن الحرقة التي أصابته دون دليل واضح بل جاءت بمجرد السماع من أطراف أخرى بل إن المعنيين بالأمر أنكروا الأمر فرئيس رابطة جمهور العين ـ سبق وأن قاد رابطة النصر حباً وكرامة ـ أنكر هذا الأمر وقال إنه اتصل باللاعب وبإدارة الفريق الحاضرة في الملعب وأنهم لم يسمعوا شيئا واللاعب نفسه صرح عقب المباراة وأثنى على الجماهير الزرقاء ووصفها بالراقية ومع ذلك يخرج صاحب الصوت النشاز ليصفي حسابات قديمة بعد أن رفضت الإدارة الهلالية تعليقه على مباريات فريقها حين ثبت لها تحيزه الواضح ضدهم وهو الذي يجدر به الإنصاف والحياد ولكن (فاقد الشيء لا يعطيه) هذه الأصوات همها لفت الأنظار إليها واستغلال المناسبات الكبيرة للترويج للطرح السقيم وقد نسوا أن اللقاء كان بين أبناء أهل منزل واحد وليبق من كان بالشارع بالشارع. الهاء الرابعة يا طير يا اللي من مقيضك تضايقت راعيك من ضيقك يا طير ايتضايق أحزن ليا جيتك وشفتك تهايقت علي السّفر وأنا عليك اتهايق