هكذا الهلال حين يريد الفوز من الصعوبة بمكان أن يخرج من بين يديه فلديه أوراق فنية شابة ومميزة وتحتاج فقط لمن يستثمرها كما ينبغي وقد قلتها ظهيرة أمس في برنامج إرسال تعليقا على محاولات استفزاز الهلال من قبل (الداهية كوزمين) وكذلك من إداري العين الجنيبي حيث أن الزعيم يتألق عادة حين يكون تحت الضغط في حال رغب لاعبوه الفوز وسعوا إليه ومن شاهد الشوط الأول من لقاء البارحة تحديدا يعرف مغزى كلامي جيّدا ويدركه بجلّ حواسه فالفريق يسير ككتلة واحدة هجوما ووسطا ودفاعا رغم المغامرة الخطيرة التي أقدم عليها " زلاتكو " حين بدأ النزال بالاكتفاء بمحور دفاعي واحد وأمامه ثلاثة لاعبين هم محور ألعاب الفريق ومصدر خطورته فإن تحركوا تحرّك الهلال وإن وقفوا أصبح اللعب واقفا بلا حراك وأمام الثلاثي البرازيلي " ويسلي " وأمامه ياسر والثنائي الأخير تحرّك بطريقة الكبار وفكروا بفكر العباقرة ونفذوا بإسلوب المهندسين في الهدف الثاني الذي يدل على عمل فنّي كبير ومهارة عالية من اللاعبين وفكر رائع وهو الهدف الذي سبق هدف سالم المبكر الذي ساهم مساهمة فعّالة في هدوء الألعاب الزرقاء وزوال كثير من الضغوطات على اللاعبين وكذلك الجماهير الحاضرة التي تستحق أن تكون صاحبة وقفة حقيقية ومؤثرة في الفوز فهم تفرغوا طوال اللقاء للمساندة والتحفيز فشحذوا الهمم ورفعوا المعنويات وردّوا على من زعم أنهم لن يحضروا وسيتفرغون لمتابعة مباراة البرسا والبايرن وكأنهم لا يعرفون أن الزعماء عندهم الهلال أولا وثانيا وثالثا ثم ضع ما شئت من الأرقام وإن فتحت النهاية وجعلتها إلى ما لانهاية فإنك لن تجانب الصواب مساء البارحة كان الملزّ ملزا للخيول الأصيلة التي صالت وجالت بعد أن درس (كوزمين الجديد) فريق العين جيّدا فأوقف بوليفار – للأمانة هذا اللاعب بدأ في تقديم نفسه بصورة مميزة ومازال يحتاج لمزيد من المباريات – أمام عموري فاختفت ألعاب العين وتعطّل الثلاثي الأجنبي الخطر وأعطى لسالم والعابد حرية التحرّك على الأطراف هجوما ودفاعا مستغلا الحالة الفنية واللياقية الممتازة لهذا الثنائي فنجحوا في إيقاف إيبوكو وأليكسس وأشغلوا أظهرة العين خصوصا الأيمن منهم الذي تلاعب به العابد كيفما يشاء ولولا إكثاره من الاستعراض في بعض الحالات في شوط المباراة الثاني ظهرت الخبرة الزرقاء في تهدئة اللعب حتى لا يتعرض الفريق للإرهاق فأمامهم نزالان آخران في وقت قياسي رغم أن زيادة الغلّة التهديفية كانت متاحة لولا سوء التوفيق والهدوء والاستعراض ليلة البارحة كان الهلال بدرا سطع فوق العين التي أبطلها راق بل وراق جدا. الهاء الرابعة أخوض الليل في سهدٍ وقومُُ طاب مرقدهم فأي الدهرُ أبكاني وكيفَ الدهر أسعدهم لأجل العين تبكيهم فأجفاني تناشدهم يغيثوها من الدمع أليس الدمع موردهم