حين يشرع صنّاع قرار فريق كرة قدم إداريا وفنّيا في وضع برامجه الموسمية يجب أن تحضر "سعة الأفق" في قراءة الوضع جيدا ثم اتخاذ القرارات اللازمة والكفيلة بتحقيق الطموحات والأماني وهذا ما ينقص الإدارة الهلالية ومن معها من أجهزة فنية ومستشارين وسنضرب مثالاً يظهر هذا الأمر ويبينه، ففي مطلع هذا الموسم ورغم كون الفريق يستعد لخوض المرحلة النهائية من دوري أبطال آسيا ـ في دوري الثمانية تحديدا ـ تمّت الاستعانة بثنائي أجنبي والإبقاء على الثنائي الآخر وحين بدأت المعمعة خسر الفريق أهم مساعديه فمانجان لم يكن جاهزا أصلا وويسلي غائب لأنه ليس ضالة الفريق أولاً ولأنه لم يدخل بعد في مرحلة التكيّف المطلوبة فكان الخروج المرير من البطل المتوّج تاليا " أولسان " بخسارتين الأولى خارج القواعد كانت منطقية والأخرى بين المناصرين وكانت موجعة جدا وكنت أتوقع حينها أن تشرع الإدارة الهلالية في تصحيح الأوضاع بطريقة هادئة ومنظمة فجاءت فترة الانتقالات الشتوية وتم إعارة اثنين من المحترفين الأجانب واستبدالهما بآخرين أولهما تأقلم بسرعة الصاروخ ولكن الآخر ورغم سجلّه المشرف كلاعب دولي مميّز إلا أنه جاء وفق الخطأ الأول ـ عدم الجاهزية الفنية والجسدية ـ وتكررت حادثة مانجان ولعب الفريق مباريات حسم كثيرة وهو يعاني من نقص حاد في العنصر الأجنبي فتلقى الخسائر المتتالية، ففي القسم الثاني من الموسم تجرّع الهلال أربع خسائر، اثنتان منها محلية، ومثلها خارجية، وثلاث منها في العاصمة وهو رقم مرتفع، فالفريق في المواسم المنصرمة يخرج من الموسم الواحد وفي كل المنافسات ولا يتلقّى هذا العدد من الخسائر بل وللدلالة على ضعف الفريق فقد خاض هذا الموسم خمس مباريات آسيوية خسر أربعا منها، وثلاث من الخسائر على ملعبه واستقبلت شباكه عدد لاعبيه الأساسيين في حين أنه لم يسجل سوى خمسة أهداف بمعدل هدف في كل مباراة. على الجانب الفنّي طغت على المجموعة " ظاهرة خطيرة " ربما تنسف ما تبقى من هيبة الزعيم فالفريق وبمجرد التقدّم في النتيجة يفقد توازنه فتختلط الصفوف ويتراجع اللاعبون ويضيع الانتشار وتنعدم الألعاب المنظمة والارتدادية وبالتالي يسهل على الفريق المنافس العودة للمباراة ويستطيع قلب النتيجة بطريقة مريحة وآخر هذه الشواهد مباراة الاستقلال الأخيرة وفي الغد بإذن الله سنستعرض لكم أبرز الحلول التي قد تساهم في عودة الهلال لجادة الصواب بعد موسمي التخبطات المتعاقبة والمتتالية. الهاء الرابعة لا يعرفُ الحزنَ إلا كلُّ من عشِقًا وليس من قالَ إني عاشق صدقا للعاشقينَ نُحولٌ يُعرفونَ به من طولِ ما حالفوا الأحزانَ والأرقا