تسعى النفس البشرية بطبيعتها على إيجاد تبرير تداري به فشلها سواء كان عاما أو وقتيا فهي تقتنع به ولا يعنيها في المقام الأهم إلا إقناع نفسها بذلك وإلا لأصبحت فريسة سهلة للإحباط.
هذه المقدمة تتلاءم مع الوضع الاتحادي الراهن فالفريق الذي وصل لأقصى طموح له بالذهاب إلى العاصمة وخطف اللقب من الهلال يمثل نقطة سكون بين الصعود لأعلى قبل النزول بقوة نحو الأسفل وبعد أن دبت الشيخوخة في أطرافه بكبر عمر كثير من نجومه وانخفاض مستوى البعض الآخر وهي حالة طبيعية تحدث لكل فرق العالم وبدلا من مسايرة الواقع الجديد والتعامل معه بفكر وعقل وبدء الخطوات العملية بالإحلال المدروس والممنهج ومعرفة الأعراض الناتجة عن ذلك بابتعاد الفريق عن المنافسة على البطولات ذهب كثير من الاتحاديين (ـ أعضاء شرف ـ إداريون ـ إعلام ـ جماهير) إلى النموذج الأسهل المطروح أمامهم وهو ناتج من النسق الثقافي الأصفر والقائم على فكر المؤامرة ونسب ما يحدث للفريق نتيجة نفوذ أزرق سعى لتحطيم الاتحاد وإبعاده عن المنافسة وهم يدركون أنهم بذلك يظللون الحقائق وفق نظرية تسطيح لا يقتنع بها من يملك شيئا من القدرات العقلية مستندين على قضية إبعاد رئيس ناديهم السابق قبل أعوام بعد تجاوزات وصلت حدود الجوانب الأمنية ومسلمات المساس بها تجاوز لا يمكن السكوت عنه أو تجاوزه.
لقد وجد الاتحاديون في النموذج النصراوي خير معين لذر الرماد في العيون وصرف أنظار الجماهير عن الواقع المرير فهم من حوّل فريقهم لمصدر زرق وثروة مالية كل يريد أن يناله النصيب الأكبر ولهم في ذلك منافذ متعددة وتظهر علامات الجشع في العقود الاستثمارية وفي صفقات اللاعبين المحليين والأجانب وفق قاعدة هدر مالي ليس له نظير فغاب وسط هذا الشتات الاتحاديون المخلصين فدخلت الصراعات الداخلية فيما بينهم ودبت الفوضى في صفوفهم حتى انتقلت من كبار المسيرين إلى بقية الأجهزة الأخرى فأصبح بعض اللاعبين يتحكمون بالفريق فمن يرغبون ببقائه من المدربين واللاعبين يبقى والعكس صحيح.
وللتاريخ أقول لو كان النموذج الأصفر مفيدا لأعاد النصر للبطولات وهو المبتعد لسنوات حرمان طويلة ولم يزدهم ترديد عبارات " صعبة قوية " إلا مزيدا من الضياع وبعيدا عن أسباب الخلل المشاهدة رأي العين.
ولو رغب الاتحاديون بعودة فريقهم لمجده السابق فعليهم التوحد حول فريقهم ودراسة اسباب سقوطه المرير ـ كان يجندل كبار فرق القارة وأصبح الآن على مشارف الهبوط وغاية طموحه ضمان مقعد في كأس الأبطال ـ ووضع الحلول التي يأتي في مقدمتها ترك وسائل التضليل والالتفاف حول الفريق ونبذ وسائل الخلافات والصراعات وجعل مصالحهم الشخصية بعيدة عن مصلحة الاتحاد فهي الأهم.
الهاء الرابعة
بكت عيني غداة البين دمعا
وأخرى بالبكا بخلت علينا
فعاقبت التي بالدمع ضنت
بأن أغمضتها يوم التقينا