من السهولة جدا على أي ناقد سواء كان إعلاميا أو مشجعا أن يسهب في شرح مفصل لأسباب هبوط مستوى الكرة السعودية بغض النظر عن الآراء المطروحة بين القرب من المنطقية أو الجنوح للبعيد والبعيد في ساحتنا أمر وحيد "المؤامرة" فحين لا تجد سببا مقنعا أو أن الأسباب الحقيقية تمس قناعاتك أو ميولك أو أهواءك الشخصية ما عليك سوى الذهاب لفكر المؤامرة ورغم الأحداث التي تحضر بها غير ممكنة الثبوت إلا أن ساحتنا تلتطقها كما يلتقط المعدم الجائع كسرة رغيف يابسة ليسد بها رمقه وبعد الالتقاط يتم نشرها بطريقة مقننة وبدلا من تصدي العقلاء لها يسعى الحمقى لنشرها دون إدراك لخطورتها حتى تصبح بعد فترة زمنية إلى واقع ثابت أكثر من ثبات كروية الأرض. ومن السهل على شخص يجلس في مكان نائي وقد أشعل "لهب الضو" لمحاربة البرد القارس وقد تلذذ بتناول المشروبات الساخنة بالذات الحليب غير المبستر المطعّم بشيء من الزنجبيل والهيل الفاخر أن يفند الأخطاء والأسباب. ولكن الصعوبة كل الصعوبة أن تجد حلولاً لظاهرة يساهم فيها عدد كبير من البشر مختلفي المشارب والأهواء والعقول والأعمار والأهداف وللتوضيح أكثر نورد لكم تفصيلا عن واقع المنتخب الوطني المرتبط أصلا بواقع كرتنا وساحتنا فالمنتخب نتاج طبيعي لساحة رياضية ما على كافة وسائل الارتباط فالمنافسات القوية تخرج منتخبا قويا والساحة المخلصة المتحابة تنتج منتخبا مخلصا متحابا والساحة الخلاقة الداعمة للإبداع والمحفزة للنجاح تنتج منتخبا خلاقا ومتحفزا والساحة المنظمة والمطبقة للقانون والمرسخة لمفهومي العدل والمساواة تنتج منتخبا مرتبا حرّا. والآن بالإمكان التفكير بهدوء وروية لتعرفوا الأسباب الحقيقية وراء الإخفاق وطرق العلاج ودور كل شخص منّا ـ مسؤول ومدرب ولاعب وإعلامي ومشجع ـ سواء في الفشل أو في وسائل تلافيه وحين ندرك حجم أدوارنا الشخصية والفعلية نستطيع بعدها أن نصلح أحوال كرتنا وما عدا ذلك هو تنظير و" كلام سهل " وكل التحركات التي تقوم بها الجهات المعنية هي محاولات فردية قد يكتب لها النجاح مرة لكنها لن تلازمه في أغلب المرات، فالله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم، وهذه القاعدة تنطبق على كل مناحي الحياة المختلفة. الهاء الرابعة أميرةُ قلبكَ نائمةٌ من يدخل حجرتها مفقود من يطلبُ يَدَها.. من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود من حاولَ فكَّ ضفائرها يا ولدي.. مفقودٌ مفقود