نفذ ضربة المرمى حارس الشباب لظهير الهلال الأيمن الذي مررها لقلب دفاع الاتحاد ومنه إلى قلب دفاع الأهلي الذي لعبها للاعب وسط من أحد الفرق الآنفة الذكر بدوره أرسلها طويلة لمهاجم النصر الذي نزل في الشوط الثاني، وأنا كهلالي أتمنى أن يخفق لاعب النصر في التعامل، والنصراوي يتمنى ذلك للاعبي الهلال، والاتحادي يفرح حين يفشل لاعب الأهلي، والأهلاوي لا يريد للاعب الاتحاد إلا الفشل، وحين تنتهي المباراة نبدأ في رسم معلقات الشماتة على جدار الوطن ليشاهدها الآخرون وبعضهم يغض الطرف عنها محبة لنا ومن في نفسه هوى شهرة أو إثارة أو كاره يبدأ في حبك خيوط الاستغلال والتأجيج حتى تصبح صورتنا سيئة ومشينة، هكذا للأسف الشديد أصبحنا نتعامل مع منتخب الوطن بكل رعونة ولم يعد فينا رجل رشيد يعيد الأمور لجادة الصواب، مع العلم أنني أعلم أن هناك الكثير والكثير جدا سواء على الصعيد الإعلامي أو الجماهيري لكنهم " فئة صامتة " فحين تعمّ الفوضى يختفي المنطق والعقل وتظهر الحماقة والفرقة وتعلو الأصوات النشاز. حين شاهدت ردود الأفعال بعد خسارة المنتخب الوطني تألمت بحرقة، فالتعاطي كان شاذا وبعيدا عن لغة المنطق، وحين شاهدت من يمثلنا في القنوات الخليجية وصلت لمرحلة إحباط كبيرة فالابتسامات تعلو الملامح والشماتة وضحت والتشفي كان حاضرا وكل " ممثل " وهم فعلا كانوا كذلك كل منهم توشح بشعار ناديه المفضل وبدأ في تنفيذ أجندته الخاصة وأعلم علم اليقين أن جميعهم يدعي المصلحة العامة تقية وهم بعيدون كل البعد عن ذلك، فهل من المصلحة العامة استحضار ألوان الأندية؟ وهل هي كامنة في إظهار تشكيلة المنتخب وطريقة لعبه تسريبا؟ وهل هي حاضرة في وضع الملح على الجروح الحيّة الشماتة بمنتخب الوطن؟ وهل هي خالية من وضع الحلول في لاعبين معينين وبتركيز عجيب؟ ثم هل يملكون القدرة على تعرية فرقهم المفضلة في المسابقات المحلية والتعاطي معها بنفس الطريقة؟ وإن كانوا لا يفعلون ذلك فلم يعتبرون جدار المنتخب قصيرا ويحاولون تسلقه وبناء بطولات وهمية فوق أنقاضه؟ لست ضد انتقاد إخفاق المنتخب ولاتناول كل تفاصيله ولا أخلع الوطنية عن أحد ولا ألبسها لأحد، لكنني أطالب أن يكون ذلك بلغة منطق بعيدا عن الهوى، فالأمور مشاهدة في الملاعب فلم الذهاب إلى ترسيخ المؤامرات وتضليل المغرر بهم، وإنني من هذا المنبر أطالب أصحاب الرأي، فالرأفة بنا واستشعار خطورة ما يطرحون وألا يحولوا منتخبنا لساحة نزاعات فتسود الفرقة وتغطى المصالح الشخصية.. اللهم إني بلغت فلتشهد ياوطني. الهاء الرابعة ناء عن الأهـل صفـر الكف منفرد كالسيــف عـرّي متناه عـن الخـلل فلا صديـق إليه مشتكـى حزنـي ولا أنيـس إليــه منتهــى جذلــي