غريب أمر مسابقة كأس ولي العهد في هذه النسخة، فقد أخذ الكبار يتساقطون الواحد تلو الآخر ومن أدوار متقدمة، لتعطي إنذارا شديد اللهجة بأن الكرة السعودية ممثلة بالأندية الكبيرة في خطر شديد، وأن لاعبيها الذين يمثلون عصب المنتخب الوطني أصبحوا يتراجعون بشكل مخيف في مستوياتهم، وبمقابل الانخفاض الفني ارتفاع كبير وأرقام فلكية في مبالغ عقودهم، ولكم أن تتخيلوا أن الشباب الذي يضم بين صفوفه أكثر من أربعة أسماء من عناصر الأخضر الوطني يخرج من الدور الأول وبثلاثية رائدية، وفي نفس الدور يخرج الاتحاد العريق من القادسية الذي يقبع في دوري الدرجة الأولى " ركاء " دون أن تقدم الأسماء الدولية التي تنتشر في صفوف الفريق من حراسته حتى خطه الأمامي، وفي نفس الدور أيضا يخرج الاتفاق من فريق لم يتحصل خلال خمسة عشر مباراة دورية إلا على نقطتين فقط، والفوز الوحيد الذي حققه كانت حصيلته خروج " فرقة الكوماندوز " لتأتي المحصلة النهائية خروج ثلاثة فرق عريقة من دور الستة عشر ومن فرق أقل منها تاريخا ومنجزا. وليلة البارحة في مستهل مشوار دور الثمانية يخرج الأهلي كرابع الأندية الكبيرة التي تغادر مبكرا وإن اختلف خروج الأهلي فقد جاء على يد النصر الذي أعاد لأذهان محبيه جزءا كبيرا من تاريخه السابق بعد أن نجح مدربه الحقيقي " دانيال كارينيو " في رسم صورة واضحة لفريق يستطيع أن يقدم كرة قدم حقيقية من خلال ثلاثة عناصر مهمة أهمها الأدوار الفنية المتلائمة مع قدرات اللاعبين والمعتمدة على سرعة الأداء والانضباط التكتيكي، وثانيهما اهتمامه الكبير بالجانب النفسي للاعبين الذين أصبحوا يتفاعلون مع تعليماته ويطبقونها بحذافيرها، ثم أخيرا بالجانب اللياقي المرتفع عند الجميع بلا استثناء فهم يلعبون في آخر الدقائق كما هم عليه في بداية المباراة، هذه العوامل الثلاثة نجح في رسمها والتدريب عليها المدرب، وأبدع اللاعبون في تطبيقها على أرض الميدان، وإحقاقا يصنف النصر على أنه أفضل الفرق المحلية حاليا من حيث جمال الأداء والثبات على المستوى، بقي أن نشير إلى أن الزاوية كتبت قبل مباريات ليلة البارحة الثلاث خصوصا التي تجمع بين متصدر الدوري ووصيفه. الهاء الرابعة حاول يكون لنظرتك هيبة وصيت لأن الثقة بالنفس فضل وفضيلة وجامل وعامل بالمثل خلك إن جيت جيةَ مطر وإن غبت غيبةَ قبيلة