بقدر قادر تخلت الجماهير الهلالية عن عادتها الدائمة بالحضور والمساندة والدعم الكبير حتى أصبحت « الرقم الصعب « واللاعب الأول في الفريق بدليل أن ملعب الملك فهد لم يمتلئ عن بكرة أبيه سوى في مباريات الهلال الخارجية ومباريات المنتخب الوطني، ومن خلال جماهيرية الزعيم أصبح الفريق صاحب العقد الاستثماري الأكبر والبعيد عن المنافسة مع الآخرين ولم يكن العقد بسبب « سواد عيون الهلاليين « ولا من أجل بطولاتهم وتاريخهم الكبير والمرصع بالذهب في كل المحافل لكنه جاء لرغبة الشريك في استثمار الجماهيرية، ومع أن قناعاتي الشخصية تصنف عقد الشراكة على أنه مجحف بحق الهلال إلا أن جماهير الهلال أعادت شيئا من التوتر للشريك من جهة ولأعضاء الفريق من جهة أخرى بسبب الضعف الكبير في الحضور والمساندة ـ على غير العادة ـ ولكم في لقاء هجر الأخير المثل، فالفريق يخوض لقاء صدارة والدعم النفسي فطرة بشرية ولاعبو الهلال ثبت أنهم لا يتألقون إلا مع الأمواج الزرقاء لذا حاولوا في كثير من التصاريح دعوة الجماهير للحضور ولكن لا مجيب، بل إن الفريق لم يجني من المباراة الأخيرة كدخل مادي سوى ثلاثين ريالا فقط. إن ما تمارسه الجماهير الزرقاء من جفاء عجيب غير مبرر فإن كان ذلك من باب أن طموحهم توقف عن البطولات المحلية فهم بذلك يزيدون الضغوط على لاعبيهم في البطولة الآسيوية ويصعبونها أكثر، وإن كان بسبب أن الفريق لم يعد ممتعاً فهنا يأتي دورهم ومن يرغب بالمتعة يجب أن يدعمها حتى يتجلّى اللاعبون وتتناغم جميع معطيات المنظومة، فالحضور من أجل الاستمتاع فقط أنانية مفرطة، بل إن الحضور للمساعدة أنبل وأرقى وإن كان ضعف الخدمات المقدمة في الملاعب وسوء التنظيم سبباً فهذا عذر غير مقنع لأنه لم يمنع جماهير الفرق الأخرى من الدعم والحضور بكثافة وهم يتمنون أن تكون فرقهم بنفس مستوى الهلال وحظوظه باللقب على الجماهير عامة أن تعي أن الملاعب بدونهم مقابر، وأن أدوارهم ليست في الانتقاد والمطالبة بل في الحضور والدعم والمساندة فبحضورهم ترتفع المستويات وتتألق الفرق، بل إن دورهم الأكبر يكون في دعم الاستثمارات ورفع سقف الميزانيات وقد قيل في المثل الشعبي «جنّة بلا ناس ما تنداس». الهاء الرابعة ياللي طلايع ثمارك جنيها بَكّر ياليتها في عباة الدين مصرورة السكر يذوب تحت الماء يا سكّر خافي لا تمشين والأجواء ممطورة