وصل الاتحاد للقمة بعد سنوات حرمان طويلة كان فيها يصارع للبقاء ضمن الكبار، ولم يكن الوصول إلا بفكر ومال رجال عشقوا العميد إلى النخاع وبذلوا من أجله كل شيء هدفهم الأول والأخير الاتحاد ولا أحد سواه، حتى خلف بعدهم خلف أضاعوا المجد التليد بعد أن استثمروا النجاح السابق وجيّروه لأنفسهم، ولأن العمل الفارغ لا يخلق إلا مزيدا من الضياع لاعتماده على " الفلاشات " والاستعراض الباهت، وكان خير معين لهم في ذلك هو " الهلال " فالاحتكاك بهذا الفريق يعطي للآخر وهجا كبيرا، والقدرة على مضايقته تعني أن المضايق أصبح في نظر بعض أهل الساحة " بطلاً قومياً ".. وشيئا فشيئا تخلّى الاتحاديون عن عميدهم وطاردوا الهلال في كل وقت ومناسبة، فاستعانوا بلاعبيه المحليين والأجانب وتعاقدوا مع مدربيه بحثا منهم عن " وصفة البطل "، وكان لهم ذلك في زمن مضى، لكنهم تخلّوا عن تقليده بتقليد " جاره التعيس " فساروا على نفس النهج لكن بنسخة مقلّدة لأن حقوق النشر والتأليف محفوظة باسم " الأصفر الصغير البراق "، وهذا النسق الأصفر يعتمد على فكر المؤامرة ويستحضرها في كل شاردة وواردة، فأي تعثر لهم يقف خلفه نفوذ أزرق سواء كان التعثر محلياً أو إقليمياً أو قارياً، بل حتى وإن كان دولياً وأي خسارة في الميدان أو خارجه يتركون كل الأسباب الحقيقية ويرمونها على " الغافل الأزرق " ولهم في ذلك هدفان: أولهما صرف الأنظار عن الأخطاء وعن أصحابها، وثانيهما تشويه الزعيم في سبيل عرقلته والوقوف حجرة عثرة في طريقه، فغاية طموح بعضهم أن يكونوا " حجرة " ومسلسل التشويه يعتمد على عدّة محاور، منها التحكيم وقد كشف زيفهم حضور الحكم الأجنبي فزادت بطولات الهلال بأكثر مما كان سابقا، ثم توجهوا نحو المؤامرة البلهاء المعتمدة على أمور طبخت بليل فيما يخص اللجان وأهلها، وفي ذلك ذرّ للرماد في العيون، فالتاريخ يصرخ بأعلى صوته بأن الهلال أكثر فريق سعودي تعرّض لعقوبات وتضرر من قرارات، وأن الأصفرين أكثر من استفاد من اللجان وقراراتها، فمنها أصبحوا " عالميين " ولأن تقليد الفشل فشل آخر، فقد سار الاتحاد على خطى النصر، فتركوا الالتفاف حول فريقهم ونبذ الخلافات الشرفية والصراعات الداخلية، وانشغلوا بالهلال فتحوّلوا لفرع جديد في الساحل الغربي، وتنازلوا عن مركز التقدّم رويدا رويدا.. في انتظار أن يضعوا عبارة كبيرة على مدخل النادي مكتوب عليها " أصفر آخر للتقبيل ". الهاء الرابعة ليتك بقيتي مثل ماكنتي العام حلم بعيد ورغبة مستحيلة أو ليت قلبي ماتمادى ولاهام والا شفى من عذب حبك غليله