|


فهد الروقي
بين ياسر وأسامة
2012-11-30

علاقة اللاعبين بأنديتهم محكومة بعقود موثقة ومؤقتة فهي تبدأ بتاريخ محدد وتنتهي بمثله بعد زمن وبعدها يأتي التجديد أو الرحيل وهنا لا يمكن القياس عليها بأنها "زواج كاثوليكي" لا يمكن فيه الفسخ، ويختلف تعامل اللاعبين معه وفق أسلوبين مختلفين، فهناك من يتعامل بطريقة رسمية دافعها الأول والأخير العقل ولا مجال للعلاقات الإنسانية العاطفية فيها، وهناك من يقدم الحب والمشاعر الإنسانية ويرى أنها الأساس والطريقتان صحيحتان ولا خلاف عليهما ولو أنهما متناقضتان ولدي الدليل الثابت على إمكانية صحة المتناقضين ولكنني أخشى طرحه فاتهم بإدخال الدين في الرياضة ويؤخذ كلامي على غير معناه كحال ساحتنا لكنني سألمح لها وعند كل صاحب فهم القدرة على فهم ما أريد وستجدون بين السطرين ما يدلكم "بنو قريضة". في وسطنا الرياضي في الآونة الأخيرة ظهرت الطريقتان وفي نادي الهلال تحديدا، فقائد الفريق ياسر القحطاني فضّل الهلال عن باقي الأندية حين انتقاله إليه ورفض عرضا مغريا بشيك مفتوح وأعلن عن تمسكه بعشقه الأوحد وظل يتعامل مع هلاله وفق هذا الأساس مع كل تجديد لعقد حتى أن ذلك يتم دون تعقيد ولا سيناريوهات ولا بطولات وهمية من الطرفين ولا يعرف أحد بشيء حتى يخرج خبر التجديد وقد وجد بعدها تكريما كبيرا من كبار الهلاليين ومحبة عظيمة من العشاق الزرق وآخر ما فعل بهذا الخصوص تصريحه بأنه على استعداد بأن يوقع للهلال بريال لكنه لم يكمل العبارة " وشيمة رجال". في المقابل غادر الهلال في نهاية الموسم الماضي قائده السابق أسامة هوساوي بذريعة الاحتراف الخارجي وربط عودته للكرة المحلية بالهلال لكنه عاد من أندرلخت للأهلي وهذا حق من حقوقه سواء ألزم نفسه أو لم يلزمها ورغب بالعودة لفريقه شريطة أن تنفذ مطالبه المالية وكذا كان واضحاً مع كل من يرغب في خدماته فالمشاعر عنده ليست موجودة والرابط الأساس المادة وجاء عرض الأهلي كأقوى العروض فانتقل له بعد أن اعتذرت الإدارة الزرقاء عن تنفيذ المطالب لصعوبتها ولضخامة المبلغ. وفي الحالتين الأمور طبيعية جدا من وجهة نظري فهذا الاحتراف إن كنا نسعى للاحتراف ولا مجال لتضخيم الأمور وإخراجها عن سياقها الحقيقي علماً بأنني لم أورد الفريدي في القضية رغم تشابه حالته مع أسامة فاكتفيت بأحدهما علما بأنه قد خرج من قائمة الهلاليين بعد رسالة منتصف الموسم الهاتفية الهاء الرابعة جهلت عيون الناس مافي داخلي فوجدت ربي بالفؤاد بصيرا يا أيها الحزن المسافر في دمي دعني فقلبي لن يكون أسيرا