يقال بأن مجموعة من البشر احتفلوا في مكان ما وبحضور فرق شعبية قدمت أهازيج فرح متنوعة، وحين يأتيك خبر سعيد عن الآخرين وبغض النظر سبب فرحتهم، فلا تملك إلا أن تقول مبروك وألف مبروك، فواجبنا يحتم علينا المباركة دون الخوض في التفاصيل ولتترك الأمور الخاصة في طي الكتمان دون كشف للمستور حتى وإن حاولت الإيضاح أكثر فأنتم تعلمون وهم يعلمون و(كل بعقله راضي)، وبما أن(عندكم خبر) فإنني لن أقول أكثر من عبارة (عندكم خبر)، وحتى حضور الحكم المعتزل لم يعنيني كثيرا، فأنتم تعلمون عن ميوله الطاغية وهم يعلمون أنه منهم وتكريمه الآن ما هو إلا امتداد لتكريم سابق في الميدان، بل إنه يعلم جيدا أنه منهم، وبما أن الجميع (عنده خبر) فإنني لن أقول سوى (عندكم خبر) ولن أزيد، فتفسير المفسر عبث وتوضيح الموضح هدر كلامي، بل إنه نوع من التبذير غير المبرر ربما يعاقب عليه القانون بالصمت حينا من الزمن، بل إنني أستغرب من البعض لحالة الفرح الصفراء ويصنفونها على أنها كيدية، ولأولئك أقول كما يقول المثل القادم من أرض الكنانة بعد أن أضع هل في بدايته (الكعكة في يد اليتيم عجبة)، ولأن المساحة مازالت مندهشة فلا مانع أن أقول بما أن (عندكم خبر) يسرني أن تخبروني لِم البعض منهم مازال يؤجر عقله - استخدمت مفردة العقل مجازا على اعتبار أن التأجير يعني انتقال الملكية لطرف آخر - فيصدق نظرية تضليل القرن الدولية والتي عجز مكسر الأرقام القياسية (فيليكس) عن كسرها، وللأمانة فإنه لم يكسر أي قاعدة فيزيائية أو كونية، فكل ما في الأمر أنه (طمر) من مكان مرتفع قليلا، أما من يكرر أسطوانة التحكيم ويحاول أن يلصقها بلون دون آخر، فإنه ومن يسير خلفه قد أضاعوا طريق الصواب وقادتهم عاطفتهم المتعبة من الهيمنة الزرقاء إلى هذا الاختراع الغبي، ووسم الاختراع بالغباء لم يكن اعتباطا، فهو يجعل من صاحبه ميالا للبحث عن أسباب واهنة للفشل، فيعطل بصيرته ويضيع بصره، فلا يتمكن من معرفة مكامن الخلل ويصبح (ماعندهم خبر)، وبما أنهم (ما عندهم خبر) فلا تكلفوا أنفسكم عناء محاولة إعادتهم لطريق الصواب، بل إنني أرفض حتى مبدأ مناقشتهم، فقط قدموا لهم التهاني والتبريكات على كل احتفال يقام، وأثنوا على حضوره فأنتم (عندكم خبر) بأن (ما عندهم خبر). الهاء الرابعة الطيب كذبة والكذب صار عادات والغدر شيمة والطمع من وراهم والحب نادر والخيانة مهارات العب على الحبلين تكسب رضاهم