عادة حين تطرح الهاءات رأيّاً فإنها تخاطب العقلاء فقط، ونعني بمفردة العقلاء أولئك الذين يحكمون على الأمور بعقولهم دون أيّ تدخل من السيدة مهابة الجناب وصاحبة التأثير العظيم "عاطفة"، فهي إن تدخلت في شيء حوّلته وصرفته عن حقيقته دون أن يشعر صاحبها فيظنّ أنه على صواب وهو على خطأ "مركب"، ويعني بذلك أنه مخطئ ولا يعلم أنه مخطئ.. ومن ظواهر الخطأ الكبير المترسخ منذ سنوات اتهام الهلال ظلماً وبهتاناً بأنه صاحب حظوة لدى الحكام، وقد أطلق هذا الاتهام وسعى لترسيخه "بليد" لم يجد سبورة ليعلّق عليها عذره فسارت خلفه دهماء لها بصر ولا تمتلك بصيرة، ولديها عقول لكنها معطلّة بفعل السيّدة آنفة الذكر، وقد كان ذلك في سنوات كانت تنقل فيه مباراة واحدة والبقية تذهب للمجهول، فيخترعون قصصاً وهمية لدرجة أن أحدهم قد صرّح من ملعب فريقه بأن الهلال احتسب له ضربة جزاء غير صحيحة في حائل، علماً بأن مباراة الزعيم غير منقولة والمصرّح كان في "الملز" مع فريقه تبريرا للخسارة الموجعة وصرفاً لأنظار المشجعين المتأزمين، لكن أن يستمر التضليل في زمن الانفتاح الإعلامي غير المقارن أطلاقاً ومع كثرة البرامج الكاشفة لأخطاء الحكام فهذا يعني أن الهلال يمثل عقدة مزمنة عليهم إزاحتها حتى يتسنى لهم التنفس بحرية فهو جاثم على صدورهم حملاً لا يستطيعون مقاومته إلا بالأساليب الغبية الرخيصة، وللأمانة قارنوا ما حدث في مباراة الهلال والنصر قبل سنوات حين ألغي هدف لطلال المشعل صحيح في الوقت بدل الضائع تحت قيادة الحكم "علي المطلق وهو يقال بأن ميوله صفراء لكنها ذلك المساء لم يكن فاقعاً لونها" مع العلم أن الكرة كانت خطأ لصالح الهلال يستوجب بطاقة حمراء للاعب نصراوي، وهو الخطأ الوحيد في تلك المباراة المؤثر حينها تحوّل الملعب لساحة شغب وهبط من كان في المنصة وثار الهيجان حتى بلغ مداه لتأتي القرارات المساندة بحلّ لجنة الحكام وإيقاف الحكم ومساعده الكابلي الذي أحرق بيته تالياً وتعرّض لأذى كبير، وبين ما حدث في مباراة النصر والشباب، حيث جاءت التسهيلات على طبق من ذهب وساهمت القرارات الخاطئة من العمري في قصّ جناح التفوّق الشبابي، والغريب أن الأخطاء التي وقع فيها انصبت في صالح النصر فقط، فطرد لاعبين من الليث وتجاهل طرد أكثر من لاعب أصفر واحتسب جزائية من الخيال، وسمح للقائد الأصفر بإدارة المباراة تحكيمياً، ومع ذلك نامت الساحة هادئة وتوارى نقّاد المحكمين "الصفر" خلف هدف الوحدة في مرمى الهلال متجاهلين كل الأخطاء المؤثرة التي وقعت على الزعيم ولم تحلّ لجنة ولم يوقف حكام، بل خرج العمري منتشيّاً ومصرحاً ومدعيّاً بأنه مرتاح ومتأكد من صحة قراراته "اقتلني على هيك راحة".. وغداً بإذن الله سنواصل سرد التسلسل. الهاء الرابعة ياليتنا من حجنا سالمينا كان الذنوب اللي علينا خفيفات رحنا نبي نخفف ذنوبٍ علينا وجينا وعلينا كثرها عشر مرات