|


فهد الروقي
جولة مملة
2012-10-09

سبق وأن طرحت في هاءات سابقة تحذيراً للأهلي والاتحاد من الجولات المقبلة في دوري أبطال آسيا، خصوصاً وأننا ضمنا وصول طرف سعودي للمباراة الختامية، وبنيت رأيي على معرفتي السابقة بالقدرات النفسية والعقلية للاعب السعودي.. فلاعبونا للأسف مميزون مهاريّاً لكنهم على الصعيدين النفسي والفكري لا يمتلكون حتى مقومات اللاعب الهاوي فهم لا يستطيعون توزيع الجهد اللياقي والنفسي في المباريات، بل إنهم حين يركزون ذهنيّاً في مباراة تجدهم في المباراة الأخرى ويمكن تكون تاليتها مباشرة في قمة "السرحان" مما يخلق تباينا في المستويات ويضع المدربين في حالة ذهول، فما يقدم من تباينات واضحة وما يقدم في التمارين لا يعكس الواقع الحقيقي في المباريات، بدليل أن لاعبي الهلال أظهروا في مباراة الشباب وجهاً مشرقاً للاعبين المهرة المنفذين للتكتيك الفني والمواصلين الضغط على حامل الكرة في جميع أجزاء الملعب وطوال دقائق اللقاء حتى تحوّل الظهير لصانع ألعاب ماهر يرسل الكرة الطويلة بالمقاس ويضع المهاجم أمام المرمى فما كان من الثاني سوى الترويض والتسجيل لتنتهي المباراة بثلاثية وأفضلية مطلقة، ولو استمروا على هذا النهج لأتخموا شباك المنافسين بما لذّ وطاب من الأهداف الزرقاء ولكنهم في لحظة اختبار حقيقي يقيس مهاراتهم وقدراتهم الجماعية والفردية سقطوا مع مرتبة الشرف الرباعية، بل ولكم في الجولة الماضية دورياً وهي التي تستحق أن يطلق عليها: "الجولة المملة".. حين سقط الجميع فنيّاً بأداء باهت ممل في غالبية مباريات الجولة، ولو قسناها على الفرق الثلاثة التي عادت للتوّ من دوري الأبطال الآسيوي لرأيتم بالدليل القاطع صحة ما تقول الهاءات.. فالهلال لم يقدم ما يشفع له بالمنافسة على اللقب، ولو استمر على نفس المنوال فإنه سينافس على خطف بطاقة المشاركة الآسيوية، وقد لا يتحصل عليها رغم أنه التقى الوحدة متذيل الترتيب ولم يقدم مستوى جيّداً سوى في أول ثلث ساعة نتيجة الجرعة المعنوية التي تحصّل عليها اللاعبون من جماهيرهم التي حضرت دعماً ومساندة من أجل إخراجهم من حالة الإحباط، وما هي إلا دقائق معدودة حتى عاد اللاعبون لحالة السرحان من جديد ليظفروا بالنقاط الثلاث ويتصدروا، ولو كان المنافس فريقاً قوياً لكانت الخسارة الثانية.. والاتحاد الذي عاد بفرحة التأهل رغم سوء المستوى ونجاته من خسارة كارثية في الصين مارس ذات الشيء، فقد تقدم في الشوط الأول بهدفين وحين ذهب لغرف الاستراحة كان مهيأ لزيادة الغلة في الشوط الثاني والتهام "سكري القصيم"، لكن السكري التهمه في عشر دقائق وسجل هدفين سريعين.. وليكن تعادلاً بطعم الخسارة للمستضيف والأهلي عاد لوضعه السابق حيث المستويات الضعيفة والروح الغائبة، وتلقي الأهداف دون أن تكون هناك ردة فعل عنيفة للتعويض وليخسر ثلاث نقاط هامة في سباق الصدارة. الهاء الرابعة إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً فدعه ولا تكثر عليه التأسفا ففي الناس أبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا