على عكس كثير من الهلاليين الذين ينظرون لمباراة هذا المساء بأنها "حياة أو موت" مدخلين ابتعاد الهلال عن اللقب القاري لفترة زمنية لا تتناسب مع تاريخ نادي القرن في أكبر قارات المعمورة -فريق القرن في القارة الأوروبية يمر بنفس التجربة ولفترة زمنية أطول- منساقين خلف استفزازات جماهير لم تجد عيباً في الورد إلا "احمرار الوجنتين" يساندهم إعلام لا يفرق بين الضاد والظاء وتنبع أطروحاتهم من المدرجات الإسمنتية تتطاير أحرفهم كما يتطاير "الفصفص" من أفواه يائسة مدفوعاً بهواء حار خارج مع عبارات شتم، فانساقت بعض الجماهير الهلالية مع هذا التوّجه حتى صنعت "عقدة نفسية وهمية" من خلال الضغوط المتلاحقة أثرت بشكل سلبي على اللاعبين، خصوصاً وأن السواد الأعظم منهم صغار في السنّ وليس لهم تجارب ناجحة مع ذات البطولة. الهلال هذا المساء يجب أن يدخل بهدوء تام مؤمناً بحظوظه الكبيرة في التأهل، فالتأخر بهدف في ملعب المنافس يعتبر نتيجة بالإمكان تجاوزها، فتسجيل هدف مبكر كفيل بفتح المزاد لمزيد من الأهداف ولو تأخر فلا استعجال ولا ارتكاب لمزيد من الأخطاء، فالهدف قد يأتي في الرمق الأخير، بل وفي الثانية الأخيرة حتى ولو أن شباك الفريق استقبلت هدفاً، فمن الواجب البحث عن تفاديه أولاً ثم تعويضه لو حدث والاستفادة من درس "ذوب آهن" فرغم كون أن الهدف جاء مبكراً في مطلع الشوط الثاني إلا أن الانهيار الأزرق كان نفسياً وليس فنيّا فالخصم الإيراني لم يكن نداً قوياً حتى في مباراة الذهاب ولكنه لعب على الجانب النفسي ونجح، خصوصاً وأن لدى الهلاليين منافسين آخرين في الداخل يسعون للتأثير عليه بكل الوسائل حتى لا يكسر عالميتهم "النكتة". إنني على ثقة تامة لو أن الهلاليين نجحوا في التهيئة النفسية والدخول بتشكيلة وطريقة لعب مناسبة واللعب بروح قتالية عالية يدعمها مؤازرة جماهيرية قادرة على التعامل مع كل أحداث اللقاء بكل تحولاته المتوقعة، فإن الفوز هلالي بإذن الله وبفارق تهديفي قد يكون كبيراً. الهاء الرابعة ألزمت نفسك شيئا ليس يلزمها أن لا يواريهم بحر ولا علم أكلما رمت جيشا فانثنى هربا تصرفت بك في آثاره الهمم عليك هزمهم في كل معترك وما عليك بهم عار إذا انهزموا