يوم الأحد الماضي تشرفت بدعوة من الصديق ورجل الأعمال عادل إبراهيم السبيعي لحضور الملتقى الشهري الذي يقيمه بصفة خاصة وكان الشأن رياضياً في هذا الملتقى الذي تناول حوارا مباشرا مع طاقم الخبراء الإسباني المشرف على مدرسة الهلال الكروية ـ هو أعظم حدث إيجابي تحصّلت عليه الكرة السعودية في العقد الأخير وأعني بذلك إشراف الاتحاد الأول عالمياً بخبراته العالية على مدرسة كروية في الشرق الأوسط ـ وقد حضر الطاقم الرباعي للملتقى برفقة نائب المشرف العام على القطاعات السنية بنادي الهلال حسن القحطاني والأمين العام لها الدكتور أحمد الشهري وبعد طقوس الاستقبال المعتادة بدأ الطاقم في الحديث عن التجربة كمقدمة وأثنوا كثيرا على منشآت النادي والتسهيلات الكبيرة التي تحصلوا عليها والاحترافية في التعامل، وهذه أمور ربما تكون شكلية ولكن الشيء الملفت والمثير في الأمر كان من خلال سؤال وجهته لهم ولقائدهم والمتحدث باسمهم "ميجيل" حول أنهم نجحوا في صناعة النجم العالمي "ليونيل ميسي" حين أحضروه طفلاً من الأرجنتين وصقلوا موهبته في أكاديمية برشلونة حتى وصل لمرحلة لا يضاهيها فيه أحد، ولم يكن ليصلها لو بقي في مسقط رأسه فهل وجدوا في المئة والخمسين برعماً في مدرسة الهلال التي يشرفون عليها ما يحتمل أن يكون "ميسي آخر" وكان جوابه يمثل صدمة لي حين قال:"لدينا الآن في المدرسة الزرقاء خمسة عشر لاعباً بإمكانهم أن يصبحوا من كبار نجوم الكرة العالمية والاحتراف في أكبر الأندية الأوروبية فأعدت عليه السؤال وأخبرته أنني جاد ولا أمزح فكرر نفس الجواب وأنه فعلا جاد ولا يمزح أيضا، بل إنه أكد أن ثلاثة منهم بإمكانه الآن أن يأخذهم إلى إسبانيا ولكنه لن يذهب بهم للريال أو البرشا ولكنه سيأخذهم لأتلتيكو مدريد بحكم أنه لاعب دولي سابق في الفريق (قالها ضاحكاً) فضحك الجميع، ولكنني لم أضحك فقد كنت أفكر في السؤال الذي يليه وماذا بعد؟ وقبل أن أسأل واصل هو حديثه بأن المواهب السعودية قادرة على الوصول للبعيد دولياً بشرط توفر شرطين هي عنوان الهاءات "الرغبة والالتزام" وهذه للأمانة معضلة كبيرة تواجه كرة القدم السعودية ومحورها الرئيس واللاعبون أنفسهم هل يمتلكون رغبة جامحة في مواصلة المشوار من الألف وحتى الياء وتجاوز كافة العقبات والعراقيل التي ستصادفهم في مسيرتهم من المدرسة وحتى الاعتزال ثم هل يستطيعوا الالتزام النفسي والذهني والسلوكي والتي بموجب التزامه بها سيصبح محترفاً حقيقياً، وهل يملك القدرة على تجنب كثير من سلوكياتنا اليومية الخاطئة كالسهر والتدخين والغذاء والقدرة على التركيز وتطوير الذات بشكل مستمر أسأل وقلبي يتفطر على مواهب تبدأ في البروز بسرعة ثم تختفي دون أن نتحرك لإيقاف الهدر البشري. الهاء الرابعة أحب من حبكم من كان يشبهكم حتى لقد كدت أهوى الشمس والقمرا أمر بالحجر القاسي فألثمـه لأن قلبك قاسٍ يشبه الحجرا