|


فهد الروقي
أشغلوهم بالألقاب
2012-05-30

قد أجد عذراً للنصراويين انشغالهم بالألقاب ومحاولة رعايتها والاهتمام بها وتحويلها لقضية رأي عام وربطها بالمنافس بطريقة استفزازية حتى يشتغل صراع جديد فتتوجه أنظار الجماهير الصفراء عن الواقع الفني والإداري البائس والمحبط للآمال لعل وعسى أن يخف الضغط حين يجد المشجع النصراوي ما «يماحك» به أقرانه في المجالس الخاصة وربما العامة فيدخل الأمر إلى حيّز التنفيس عن النفس المجهدة والمكبوتة خصوصا حين يشاهد إعلاميين ومعلقين يساهمون في تدشين صراع الألقاب الفارغ والفارع في التمدد نحو الجاذبية الأرضية وحري بهم أن يساهموا في رقي ورفعة الرؤى حتى يرتقي بهم ومعهم المشجع البسيط ولكن يبدو أن فاقد الشيء لا يعطيه لكنني لا أجد عذراً للأهلاويين الذين كانوا يتغنون لسنوات طويلة بلقب «قلعة الكؤوس» وبعدها بفترة تحولوا نحو لقب «الراقي» ثم فجأة وبدون مقدمات أصبحوا يطلقون على فريقهم «الملكي» وقد صدرت بطابع رسمي وهو أمر مستغرب فرغم كون الألقاب «كلام» والكلام ليس له وقع وتأثير إلا حينما يدعم بفعل شاهد للعيان والفعل يأتي بالبطولات تحقيقاً ومنافسة، ومصدر استغرابي من الخطاب الإعلامي الأخضر يأتي متغيرا نحو الإنحدار على عكس المستوى الفني الكبير الذي قدّمه الفريق هذا الموسم، وبدلا من الاهتمام بالجوانب الإيجابية التي تدعم الفريق في مسيرته للعطاء بنفس القوة سنوات طويلة جاء التحوّل المفاجيء نحو اختلاق صراعات جديدة ليس لها ما يبررها فكان من نتائجها تسليط الضوء على «النشيد الرسمي» الذي ثبت بالدليل القاطع أنه «ملطوش» بالكامل شعراً ووزناً ومفردة بل ولحناً موسيقياً ليعطي مجالا لكثير من المنافسين بإطلاق أحكام عامة على الواقع الأخضر الراهن من أهمها أن التعدّي على نشيد قديم مملوك لطرف رسمي دون مراعاة للحقوق الخاصة لا يختلف عن التعدّي على حقوق الألقاب ومنها الملكي الذي حاز عليه الهلال بوثيقة رسمية لكنهم تجاهلوها وتوجهوا نحو أي شيء يدعم أحقية فريقهم بلقب ليس بينهما علاقة إطلاقاً إلا إن كان بين الربع الخالي علاقة مع «سيبريا» من حيث الطقس والمناخ. هذا الطرح الأهلاوي الإعلامي مضر بالفريق من عدّة جوانب، لعل منها الانصراف عما هو أهم وأنفع ثم من خلال خلق صراعات عبثية مع المنافسين ربما تؤثر في قادم الأيام خصوصا إن تجاوز الطرح حدود المعقول في ظلّ وجود أدوات تملك القدرة الخروج عن النص بطريقة ساذجة. الهاء الرابعة لا تنتظر من ناقص العقل حكمه ولا تنتظر من فاقد المرجلة خير ولا يغرّك فالردي لمعة اسمه الريش ما يطيّر نعامة وهي طير