|


فهد الروقي
وغادر طلق المحيا
2012-05-04

عيسى المحياني مهاجم خطير وهداف بالفطرة، يمتلك حاسة تهديف عالية جداً بالتحرّك أولاً ثم بالتموضع ثانياً يغلف كل مواهبه الكروية خلق رفيع وانضباطية عالية وروح مسالمة مستكينة يستحق معها لقب "اللاعب المثالي" تابعته في الهلال ثلاث سنوات تزيد أو تنقص قليلاً وها هو الآن يشدّ رحاله "باراً بوالدته" إلى الأهل والأهلي تاركاً ذكرى عطرة وسيرة حسنة على كافة الأصعدة وفق صفقة انتقال يحق لي أن أطلق عليها "الصفقة المثالية" فهو منذ عام ونيّف يرغب في مغادرة البيت الأزرق بعد أن عجز عن حجز مقعد أساسي في الخارطة الزرقاء لاقتناع كلّ المدربين الذين أشرفوا عليه وعلى الفريق بأنه ليس المهاجم الذي يستطيع أن يؤدي "الدورين".. ولتوضيح هذه النقطة لابد من استرجاع خاصية الهلال الذي يمتلك خامات كبيرة في خط الوسط وطبيعة هذه الخامات الجسدية والمهارية تتطلب اللعب بخمسة في منتصف الملعب على أن يكون في خط الهجوم لاعب واحد يملك مواصفات خاصة من حيث القدرة على التحرك بين المدافعين وفسح المجال للقادمين من الخلف سواء بالتمرير السريع "خذ وهات" أو من خلال اقتحام الصندوق بسرعة ومراوغة، وهي مهارات لا تتوفر في عيسى، فميزة "طلق المحيا" الرئيسية والبارزة "مهاجم صندوق" يأتي باللمسة الأخيرة والتي ربما تكون من على خط الستة، ولتفعيل هذه الميزة يحتاج للاعب آخر بجواره يستطيع تأدية دور "ساعد هجوم أو مهاجم وهمي" واللعب بمهاجمين لا تتناسب مع طبيعة لاعبي الهلال كحال فريق "برشلونة" الذي استغنى عن "زلاتان إبراهيموفتش" واستعان بـ "ديفيد فيا" مع أن الأول أكثر قدرة على التسجيل لكنه لا يبرع مع طريقة برشلونة. الجميل في انتقال عيسى ومعه انتقالات أخرى هو تعامل الساحة الرياضية التي بدأت تقتنع بمسألة "تدوير" اللاعبين دون أن يكون هناك ضجيج مصاحب لعملية التدوير أو الانتقالات وشيئاً فشيئاً ستصبح العملية طبيعية وتلقائية كما يحدث في الدول المتقدمة كروياً حتى نتخلّص من فكر التمسّك باللاعبين حتى ولو لم يشاركوا. الهاء الرابعة خانتني الريح مدري الخاين شراعي من غير الآمال ماتت قبل أجمعها أنام وأحلم متى تتعدل أوضاعي وإذا صحيت آخذ أحلامي أشيعها أضحك مع الناس واخفي عنهم أوجاعي وإن شافني واحد أضحك قال بايعها