أكتب قبل مباراة "الكلاسيكو" التي لم تعد كذلك بعد الانخفاض الحاد الذي أصاب مؤشر عطاء الفريقين، وإن كانت أزمة الهلال "وقتية" بالإمكان تجاوزها بشيء من التنظيم والعمل المقنن، مقابل تراجع اتحادي عن مراكز المقدمة للسنة الثانية على التوالي والحلول ستكون طويلة تبدأ بالإحلال ولا تنتهي به، ومصدر استعجالي للكتابة قبل اللقاء باعتبار أن النتيجة مهما كانت لن تسيطر على هواجسي كما سيطرت "القسمة الضيزى" التي مارسها الاتحاد السعودي لكرة القدم ضد الهلال ودعمه "لوجستياً" مع الاتحاد، وبأدلة وبراهين لا تقبل الجدل ولا التشكيك حتى ليخيّل للمتابع البعيد أن "الأزرق" فريق خارجي لا تربطنا به أية "صلة".. وأن الأصفر قد بدّل شعاره وأصبح أخضر، يشمل كل كرة الوطن ولا يقتصر على لون واحد؛ والمشكلة بدأت قبل لقاء الذهاب حين "أصدر" الاتحاد السعودي بياناً رسميا -هذا يدل على أهمية الأمر وأنه حدث غير عادي-.. وفي البيان تفصيل لكيفية تقسيم المدرجات، حيث يعطى للاتحاد ثمانين في المئة على أن تكون كامل واجهة ملعب جدّة من نصيبه، وفيه أيضاً تحديد لأماكن تواجد جماهير الهلال، بحيث "تحشر في زاوية ضيقة في ركن بعيد لا يسمع لهم فيه حسيس ولا ونيس".. ورغم أنني استغربت من البيان وتوقيته وسببه واقتصاره على هذه المباراة فقط مع تجاهل كامل لبقية المباريات التي تلعب في نفس الدور وبنفس البطولة، إلا أنني أقنعت نفسي بأن لا أهمية لذلك وأنها مجرد "روتين عمل" ليس إلا، خصوصاً وأن نفس المعاملة التي يقتضيها العدل ستكون في مباراة الرد ولكنني "صدمت وذهلت وانبهرت وتشنجت ووووووو... إلخ"، حين قرأت تصريحاً لمدير مكتب رعاية الشباب بالوسطى، الذي أكد أن مدرجات ملعب "الدرة" ستكون بالمناصفة بما في ذلك الواجهة؛ والمصيبة الأعظم من هذا الإجراء هو "تبريره" حيث تم التأكيد على أن "ظروف" الملعب أجبرت على هذا التقسيم!!.. يا إلهي ظروف.. قال ظروف -يا جماعة الخير يقول ظروف- أيّ ظروف تلك التي ينتهك في العدل وتستباح المساواة ولا يحسب لحقوق ومشاعر الآخرين أيّ حساب لكنني بعدها هدأت واستدركت أن "الهلال فريق مدلل والدليل ظروف الملعب".. أرجو أنكم فهمتموني وإلا فهمتموني.. يمكن ما فهمتموني. الهاء الرابعة يا شارع الغربة ويا خط الأحزان قل للإنارة تعطي الحيّ نوره يمكن يموت ويصبح بدون سكان وتبكي عليه أهل العيون الغيورة