|


فهد الروقي
الكوبري يا كوبري
2012-04-09

" يخترق نهر كبير بلدة ما، وفوق النهر كوبرى يظل مفتوحا معظم الوقت ليمكن السفن من العبور ولكنه يغلق في أوقات أخرى لتمر عليه القطارات في أوقاتها المحددة. كان العامل المسؤول عن مواعيد فتح وغلق الكوبرى معتادا أن يصطحب ابنه في بعض الأحيان ليلعب وسط الطبيعة بينما يجلس هو في " كشك " مرتفع ليغلق الكوبرى فى المواعيد المحددة لتتمكن القطارات من المرور، وذات يوم وهو جالس جاءته الإشارة باقتراب القطار فقام بالضغط على المفتاح الذي يحرك الرافعة التي تعمل بالكهرباء ولكن الصدمة كادت أن تصيبه بالشلل عندما اكتشف أنه معطل، لم يكن أمامه حل آخر سوى أن ينزل بسرعة ويحرك الرافعة بكل قوته ليتمكن القطار من العبور بسلام.. كانت سلامة لركاب بين يديه وتعتمد على قوته في إبقاء الذراع منخفضا طوال وقت عبور القطار.. رأى القطار قادما نحوه مسرعا ولكنه سمع في تلك اللحظة نداء جمد الدماء في عروقه، إذ رأى ابنه ذا الأربعة أعوام قادما نحوه فوق قضبان القطار يصيح " أبى أبى أين أنت؟" كان أمام الرجل أحد الخيارات إما أن يضحي بالقطار كله وينتشل ابنه من على شريط القطار أويضحي بابنه من أجل سلامة الركاب، واختار الحل الثاني ومر القطار بسلام دون أن يشعر أحد من ركابه أن هناك جسداً ممزقاً لطفل مطروح في النهر، ولم يدر أحد بالأب الذي كاد أن يصاب بصدمة وهو يبكي ابنه بأسى وقلبه يكاد ينفجر من المرارة وهو مازال ممسكا بالرافعة" هذه قصة مؤثرة جدا، ولا أشك مطلقا أنكم تعاطفتم مع الرجل حدّ البكاء.. خصوصا حين ضحى بمصلحته الشخصية المتمثلة بحياة ابنه من أجل المصلحة العامة بإنقاذ عشرات أو ربما مئات الركاب، والمغزى من طرحها أمامكم يرتبط بدقة الملاحظة لديكم، ولتقريبه بصورة أدق ما عليكم إلا وضع " الرافعة " بموضع القرار الرياضي، وعلى صاحب القرار الاختيار بين أمرين إما المصلحة الخاصة وحينها سينعته الناس بالأناني، أو المصلحة العامة وسيصبح حينها بطلا هماما لأنه حفظ الأرواح والعقول والضمائر. الهاء الرابعة خط " المدينة " على خبري كثرت عليه المطاريشي الحب واقف على الكوبري ويحارش الناس تحريشي