|


فهد الروقي
" مسحور على أيش "
2012-04-03

حين يفشل الطالب في دراسته سواء كانت دنيا أو عليا.. تأتي تبريرات الأهل والأقارب وربما صاحب الشأن أنه مصاب بالعين أو السحر، وحين يفصل الموظف من عمله، أو يخسر التاجر في تجارته، أو يطلق الزوج زوجته، أو حتى يصدم صاحب مركبة جديدة بمركبته. وحين " يشخر " الرجل على فراشه، أو تتعرض المرأة للهيب نار جراء زيت ساخن. وعندما يسقط الطفل من على مرجوحته، وبعد أن يبهت لون فستان فتاة جديد تستعد للذهاب لحفلة ما لإهمال عامل المغسلة في التعامل معه لكثرة "الزري" والنقوشات والفتحات فيه، وحين وحين وحين.. وقتها تتجه بوصلة المجتمع نحو أمور غيبية بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي، لتأتي الأجوبة المعلبة على حسب الطلب " عين ما صلت على النبي، أو مسحور، أو معمول له عمل ".. حينها انتشرت ظاهرة الرقاة الشرعيين الحقيقيين والمزيفين، وكثر الذهاب للدجالين والمشعوذين، فباتت ظاهرة مجتمع بأسره، وما الوسط الرياضي ببعيد عن هذا، وما قصّة " معيض " في نادي النصر إلا واحدة من قصص متناثرة في المجتمع، ولا يكاد يخلو مجلس من التطرق لها وحبك الأحداث الدرامية حولها حتى يكاد الإنسان يشك في ظلّه حين يتبع أحدهما الآخر. نعم أيها الأحبة، فالسحر حق والعين حق، ولكن غير الحق استجلابهما في كل واقعة وجعلهما وراء كل الأحداث حتى لو كانت بسيطة وتافهة، فالنصر الحالي يعيش وفق المعطيات الفنية المتوفرة فيه، فالأخطاء الإدارية والخلافات الشرفية وضعف الأجهزة الفنية ونقص العناصر المؤدية بإتقان، و"غشش" الإعلام الموالي بكل طرائقه.. لابد أن تكون نتائجه على الوضع الذي هو عليه الآن، ومن أراد أن يسحر فليسحر برشلونة بداهيته ميسي، أو الريال بعبقرية رونالدو، أو المان يونايتد بفكر فيرجسون. وقد أحسنت صنعا إدارة النصر حين تصدّت للأمور بحزم وأعلنت أن هذا الأمر غير صحيح، وأن وضع الفريق الحالي نتيجة أخطاء تسعى لتلافيها مستقبلا، فالاقتناع بمثل هذه الأمور كارثة ما بعدها كارثة.. على اعتبار أن للسحر شروطاً وضوابط لا تنطبق على الحالات الجماعية، وإلا لاستطاع السحرة إيقاف هيمنة أقوى دولة في العالم سياسيا واقتصاديا وقوة سلاح. الهاء الرابعة تبلور حزنك الداكن على ساحل ولد مغمور ترتله البحور اللي مع الحسرات تجنيني نعم فيني طفل لعيونها الخجلا غدا مسحور نعم فيني بقايا للغزل والشوق كاويني تبسم داخل أضلوعي بما أن القصيد أبحور أبكتب للغزل وحده فقط (مابيني وبيني)